شهدت إيطاليا أول أمس السبت، ثاني أيام عيد الفطر، ثلاثة حالات انتحار وسط المغاربة الذين يقيمون بهذا البلد. الحالة الأولى شهدتها منطقة ساليتو دي بورغو بإقليم پادوڤا، حيث أقدم شاب مغربي على وضع حد لحياته تحت عجلات قطار. وارتمى المغربي تحت قطار يسير بسرعة فائقة ويربط بين مدينتي بادوفا ومانتوڤا حوالي الساعة العاشرة صباحاً. وفاجأ الضحية سائق القطار الذي لم يتمكن من التوقف سوى بعد قطعه عشرات الأمتار، ليحول جثته إلى أشلاء. أما الحالة الثانية، فقد عرفها سجن مدينة إيڤريا، بضواحي تورينو، وهناك أقدم مغربي آخر يبلغ من العمر 43 سنة على شنق نفسه حوالي الساعة الرابعة صباحاً من يوم السبت. وعثر حراس السجن على الأربعيني معلقاً بواسطة إزار إلى نافذة التهوية بالزنزانة، ولم تفلح تدخلات طبيب المستعجلات في إسعافه ليتم نقله لمستودع الأموات. وخلفت وفاة السجين المغربي بتلك الطريقة المؤلمة احتجاجاً عارماً وسط السجن، ورفض السجناء العودة إلى زنازهم في فترة الاستراحة إلا بعد مفاوضات عسيرة، وحتى بعد دخولهم واصلوا الاحتجاج بقرع الأواني. أما الحالة الثالثة فقد شهدها إقليم ماتشيراتا وبنهاية مخالفة للحالتين السابقتين، وبطلها شاب مغربي، يبلغ من العمر 35 سنة، صعد إلى حافة شرفة في الطابق 12 لأحدى العمارات وشرع يصرخ ويهدد بالارتماء، ورغم حضور أحد الأئمة لإقناعه بالتراجع عن سلوكه إلا أنه فشل في ذلك. واستنفر المغربي السلطات وحضرت فرقة من رجال المطافىء وأخرى للشرطة لعين المكان، وتمكن أحد رجال الأمن من إقناع الشاب بالتراجع عن الرمي بجسده بعد ساعة من المفاوضات، حيث نزل وتم نقله للمستشفى وأصر على أن يرافقه رجل الشرطة الذي أقنعه بالعدول عن فكرة الانتحار. وفتحت السلطات التحقيق في الحالات الثلاث لمعرفة الأسباب التي دفعت بهؤلا الأشخاص إلى اللجوء الانتحار، وفي الحالة الثالثة رجحت بعض المصادر كون فقدان العمل هو السبب في محاولته إنهاء حياته.