بدأ، صباح اليوم الأحد، وصول ثلاثة سفن تقل على متنها أكثر من 600 مهاجر، تم إنقاذها من البحر المتوسط، إلى مدينة فالنسيا الساحلية في شرق إسبانيا، ما يمثل نهاية نزاع خلّف انقسامات حادة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي حول الهجرة. ويشكل وصول هؤلاء، وهم 450 رجلا، و80 إمرأة بينهن سبع حوامل على الأقل، و89 فتى، و11 طفلا تقل أعمارهم عن إحدى عشرة سنة، نهاية رحلة منهكة، قطعوا خلالها 1500 كيلومتر، وسببوا شروخا كبيرة داخل الاتحاد الأوربي حول مسألة الهجرة. ورفضت كل من إيطاليا، ومالطا استقبال السفينة "أكواريوس′′، التي تشغلها المنظمتان غير الحكوميتين "أطباء بلا حدود"، و"إس أو أس ميديتيراني" ، ما تسبب في تقطع السبل في السفينة في أعالي البحار إلى أن عرضت إسبانيا استقبالها في فالنسيا. ومن المقرر أن يقدم الصليب الأحمر مساعدة فورية للركاب لدى وصولهم إلى فالنسيا، ومن بين الركاب سبع سيدات حوامل، بالإضافة إلى 123 طفلاً. وذكرت وكالة "فرانس بريس" أن السلطات الإسبانية نصبت خياما في مرفأ فالانسيا، حيث تمركزت سيارات إسعاف بهدف استقبال هؤلاء المهاجرين. ورفعت لافتة كتب عليها بعدد من اللغات "نرحب بكم في بلدنا"، وكانت الحكومة الإسبانية قد أعلنت، أمس السبت، أن عددا من هؤلاء سيتم استقبالهم في فرنسا بعد دراسة ملفاتهم. وكانت إيطاليا قد اختارت نهجا قاسيا في تعاملها مع المهاجرين، منذ أن تولى وزير داخليتها الجديد ماتيو سالفيني منصبه، في أول يونيو الماضي، حيث تعهد هذا الأخير بإنهاء الهجرة غير النظامية إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط. وغضبت روما قبل أيام عندما قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنيامين جريفو، نقلاً عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ما يبدو، أن إيطاليا "تصرفت بشكل من أشكال السخرية، وبدرجة من عدم المسؤولية" عندما أبعدت المهاجرين. وفي بيان حكومي، أعربت إسبانيا عن امتنانها "للرئيس ماكرون على تعاونه"، وأصرت على أن هذا "يمثل إطار التعاون، الذي يجب على أوربا الاقتداء به لحل أزمة المهاجرين".