اعتبر العالم الأنثربولوجي، عبد الله الحمودي، خلال مداخلته ضمن الندوة العلمية، للجنة الحقيقة والعدالة في قضيو الصحفي توفيق بوعشرين، أن هناك اليوم نوع جديد من المحاكمات، المتعلقة ب"الجنس والخلاعة"، بدات تظهر بعدما أصبح مة غير الممكن "العودة إلى محاكمات سنوات الرصاص". ويرى حمودي أنه "كيفما كانت الحقيقة يتم إدخال الكآبة من خلال هذا النوع من المحاكمات، على المجتمع بأكمله"، مشيرا إلى أنه "إذا فقدت مؤسسات الدولة مصداقيتها، فنحن في خطر". وأضاف: "هناك من يحلم بإعادة بناء هيبة الدولة، لكن في هذا الظرف وبهذه الوسائل، ستفقد الدولة مصداقيتها لأنها تشتغل بعقلية قديمة". وقال حمودي أيضا: "الدولة ممكن أن تكسب الاحترام وليس الخوف، إذا توفرت ضمانات المحاكمة الشفافة، ويصبح لنا الشعور بالثقة أن القانون سيطبق، هذا الذي سيعيد المصداقية والهيبة للدولة بالمعنى الأخلاقي، وضروري بناء الهيبة والاحترام الجديدين للدولة". ويرى الحمودي، أنه "بغض النظر عن خطه التحريري، (يقصد توفيق بوعشرين)، فإن متابعته قضائيا تبعث إشارات لعموم الصحفيين، كما تأتي المحاكمة بعد مسار التضييق على حرية الصحافة وتقليص مساحة الحرية يوما بعد يوما". وقال أيضا: "لا أحكم على نوايا القضاة، ولكن أقول إن وتيرة المحاكمات ازدادت خلال العشر سنوات الأخيرة، وهو ما يؤشر على وجود تيار يقلص من مساحة حرية الصحافة، وخاصة الصحافة التي لها استقلالية نسبية في خطها التحريري".