استطاع حكيم بنشماس، خلافة إلياس العماري على رأس حزب الأصالة والمعاصرة، بأطروحة كشف عن أهم خطوطها الأساسية يوم الجمعة الماضي ب"إعلان للنوايا"، وكشفها بالتفصيل لحظات قبل انتخابه، وتقوم بشكل أساسي على العداء للإسلاميين. بنشماس، الذي أظهرت نتائج انتخابه فجر اليوم الأحد، تقدمه بفارق كبير على المرشحين الستة الآخرين، حيث حصل على 439 صوت من أصل 537، وضع هدفا على المدى القصير لحزبه، بين سنتي 2018 و2020، من أجل ما أسماه ب "المساهمة في حماية المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي من مخاطر الإسلام السياسي والتوجهات الشعبوية". وفي رؤيته، دعا بنشماس أعضاء حزبه إلى مواجة الإسلاميين في المؤسسات الدستورية، حيث دعا إلى ما أسماه ب"مواجهة وموازنة مخاطر تمثيل حاملي مشروع الإسلام السياسي الحزبي أو الدعوي أو المدني، داخل مؤسسات الحكامة المنصوص عليها في الفصول 161 إلى 170 من الدستور، وداخل المجلس الوطني للغات و الثقافة المغربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي". ويسعى بنشماس، الرئيس الجديد للبام إلى وضع ميثاق حزبي داخلي يلزم الفريقين البرلمانيين بمجلسي النواب والمستشارين، إلى"الامتناع داخل هذه المجالس عن أي تنسيق أو عمل مشترك مع ممثلي مشروع الإسلام السياسي، أو حاملي الفكر المحافظ لما قبل 1999″. هذه التوجهات المعادية للإسلاميين في تأطير بنشماس لعمل حزبه على المستوى التشريعي والرقابي، امتدت لرؤيته للتحالفات السياسية، حيث نص في تصوره للتوجهات الأساسية المتعلقة بالتحالفات، على "الحفاظ على خط عدم التحالف والتنسيق مع حزب العدالة والتنمية، باعتباره حاملا حزبيا لمشروع غير دنيوي ومضاد للمشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي". رد العدالة والتنمية على نوايا بنشماس لتسيير حزبه للفترة المقبلة لم يتأخرن حيث أجاب نبيل الشيخي، رئيس فريق البيجيدي في مجلس المستشارين، على نوايا بنشماس بعدم التحالف مع البيجيدي بالقول إن "مشكلة حزبه الحقيقية بعيدة كل البعد عن تقديم أجوبة حول قضايا من هذا القبيل، بل تكمن أساسا في مدى القدرة على إقناع المغاربة بمشروع، تابعوا ظروف وسياق نشأته منذ سنة 2008، مرورا بممارساته واستقوائه بجهات لا تخفى أثناء استحقاقات 2009 الجماعية، ومحاولات فرضه لتحالفات مشبوهة، فضلا عن حصوله على أغلبية داخل مجلس النواب في سابقة غريبة حتى قبل أن يشارك في الاستحقاقات التشريعية، واختفاء زعمائه، بعد ذلك. واعتبر الشيخي أن العدالة والتنمية أعفى البام منذ مدة من التفكير في خيار التحالف، حيث قال له "أما سؤال التحالف مع العدالة والتنمية، فقد أعفيناكم منه منذ مدة، ما دمتم أوفياء لمنهجكم الأول، الذي تؤكدونه اليوم بمثل هذه الفقاعات والتصريحات، وما دمتم عاجزين عن التكفير عن الخطيئة الأولى لنشأة مشروعكم الذي يتشدق بالديمقراطية والحداثة، وهي منه براء، والذي يتشدق أيضا بمصطلح "المشروع الدنيوي"، في الوقت الذي قال فيه الشعب والمجتمع باعتبارهما من " أهل الدنيا" كلمتهم فيه في محطات كثيرة يتذكرها المغاربة، والتي تصرون على تناسيها وعدم استحضارها".