عميد "الأسود" مهدي بنعطية لقبته الصحافة الإيطالية ب"سور المغرب العظيم"، لصلابته واستماثته في الدفاع عن بيت "السيدة العجوز". "الكابيتانو" بنعطية، اكتسب عبر خبرته في الملاعب الأوروبية، أناقة الطاليان وواقعية الألمان، وهدوء ورزانة الفرنسيين. ليصنف اللاعب المغربي ضمن أفضل عشرة مدافعين عبر العالم. المهدي متقي بنعطية، ازداد سنة 1987 بضواحي مقاطعة "إفري" بفرنسا، من أم جزائرية وأب مغربي، ظهرت موهبته في مداعبة الكرة وهو في الحادية عشرة من عمره، ليلتحق في سن صغير بأكاديمية "كلير فونتين" التي تضم بين جنباتها أفضل مواهب كرة القدم الفرنسية آنذاك ( نيكولاس أنيلكا، لويس ساها، وويليام جالاس، وتيري هنري…). بداية بنعطية مع المنتخب كانت سنة 2009، بعد موسم إستثنائي قضاه رفقة فريق "كليرمون فوت" بالليغ 2. لينادي عليه الناخب الوطني حسن مومن إلى معسكر "الأسود" استعدادا لمباراة الكاميرون، برسم الإقصائيات المؤهلة لكأس العالم. سنة 2010، رادار نادي أودينيزي رصد تألق المدافع المغربي، ليخوض تجربة جديدة في "الكالتشيو"، هناك سيكتسب المهدي صلابة وقوة "الطليان"، ويوقع على مسار جيد في عامه الأول، جعله يصنف ضمن أفضل مدافعي الدوري الإيطالي، رفقة البرازيلي تياغوسيلفا، لاعب إسي ميلان. بعد 3 مواسم ناجحة قضاها "الكابيتانو" مع أودينيزي، سيخوض مغامرة من نوع آخر، إثر انتقاله سنة 2013 إلى العاصمة الإيطالية رفقة "قياصرة روما"، مقابل 13.5 مليون يورو، ليبدأ المغربي فصلًا جديدًا من فصول التألق وإثبات الذات. ملعب الأولمبيكو شهد على تعملق المحارب المغربي، حيث استطاع إثبات ذاته في وقت قياسي، لينال شرف حمل شارة قيادة «الجيالو روسي»، مشكلا رفقة البرازيلي كاستان أقوى دفاع في الدوريات الخمس الكبرى بالقارة العجوز. تألق "صخرة الدفاع" مع رفاق توتي ودي روسي، لفت أنظار كبار أوروبا، لتنهال عليه العروض من مانشستر يونايتد وتشيلسي الإنجليزيين، وبرشلونة الإسباني. لكن بنعطية حسم الأمر وقرر التعاقد مع عملاق ألمانيا، النادي"البافاري" في صفقة قياسية بلغت 26 مليون يورو، كأغلى مدافع في تاريخ الدوري الألماني. موسم بنعطية الأول مع البايرن كان موفقاً إلى حد ما، بحيث شارك في 24 مباراة في مختلف البطولات مسجلاً هدفين، منها هدف في شباك برشلونة في دوري الأبطال، أما موسمه الثاني فقد كان صعباً، حينها تعرض لمجموعة من الإصابات المتتالية، والتي أثرت على مستواه وجعلته عرضة للعديد من الإنتقادات من الصحافة والجماهير، حيث شارك في 22 مباراة في جميع المسابقات مقدما مردودا متوسطا، الشيء الذي عجل برحيله عن النادي البافاري في اتجاه عملاق إيطاليا. ذكريات بنعطية مع ذئاب روما واستئناسه بأجواء "الكالشيو"، جعلته يعود مجددا إلى الدوري الإيطالي، هذه المرة رفقة "وزراء الدفاع" نادي يوفينتوس، ليكون واحدا من أبناء السيدة العجوز. بعد رحيل بونوشي إلى الميلان، شكل المدافع المغربي الضلع الثالث في مثلث ال"بي بي سي" الدفاعي(بارزالي، بنعطية، كيليني)، ليصبح معشوق جماهير"البلانكو نيرو"، بأهدافه الرأسية الحاسمة وصرامته الدفاعية، محققا موسما أقل ما يمكن وصفه به "الجيد"، بمشاركته كأساسي في 32 مناسبة ( 8 في دوري الأبطال، 4 في كأس إيطاليا، و 20 في الدوري). بعد تتويجه بثنائية الدوري والكأس رفقة "اليوفي"، يطمح بنعطية إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق مع المنتخب الوطني، والذهاب بعيدا في نهائيات كأس العالم بروسيا. بقيادته سفينة "الأسود" لتجاوز دور المجموعات على خطى منتخب 86 بمونديال ميكسيكو.