أثار نص من المقرر الرسمي لمادة التربية الابتدائية موجة من الجدل، بين الإسلاميين،، واليساريين، بسبب تضمنه لإيحاءات تفيد بأن الموسيقى تؤدي إلى اللهو والعبث. عمر بلافريج، النائب عن فيدرالية اليسار نقل الجدل إلى البرلمان، ووجه سؤالا كتابيا، أمس الخميس، إلى سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، عن مظاهر التشدد في مقررات مادة التربية الإسلامية، معتبرا أن ما يتضمنه كتاب وحدة التربية الإسلامية، المخصص للسنة الرابعة من التعليم الابتدائي في طبعة 2016، يعود إلى "عصر الجاهلية". وأشار بلافريج في سؤاله إلى أمزازي، إلى أن صاحب الكتاب "أحمد عمر هاشم"، الذي أخذ منه النص المستشهد به، هو من خريجي الأزهر، ومصري الجنسية، إذ أشار بلافريج إلى أنه معروف بتشدده، وضد الفن، والإبداع، وكان عام 2000 قد طلب سحب رواية "وليمة لأعشاب البحر" للروائي السوري حيدر حيدر، بدعوى الفجور، كما أنه معروف بمواقف متشددة أخرى، يراها بلافريج مواقف تعرقل تطور الفكر والثقافة بالإضافة إلى تحريمه لاستعمال مواقع التواصل الاجتماعي. وساءل بلافريج الوزير أمزازي، حول اتخاذ هذا النوع من الفقهاء كمراجع للمناهج التربوية المغربية، على الرغم مما يمكن أن يشكله الموضوع من قتل للإبداع داخل المجتمع، ويساهم في إنتاج مظاهر التطرف، فيما يمكن الاعتماد على فقهاء مغاربة عرفوا عبر التاريخ بأفكارهم المتنورة كعلال الفاسي، ومحمد بالعربي العلوي، وعابد الجابري. نقل بلافريج لهذا الموضوع إلى قبة البرلمان أثار ردود فعل غاضبة، حيث علق عليه أسامة ابن كيران، نجل عبد الإله ابن كيران، وقاله إنه بدل اهتمام النائب البرلماني بالأعطاب الحقيقية لمنظومة التعليم، لم يجد سوى نصا يحمل حديثا نبويا، ذكر في سياق غير السياق الذي سرده فيه بلافريج. واعتبر ابن كيران أن بلافريج بدل مواجهة الحديث مباشرة، توجه نحو انتقاد الكاتب، موجها دعوة لفيدرالية اليسار بأن تطبق النظام العلماني، الذي تطمح إليه على نفسها، وأن تترك التربية الإسلامية للمختصين، بدل الدخول في مجالات لا يضبطونها. يذكر أن مقررات التربية الإسلامية كانت دائما محط جدل، إذ عمدت وزارة التربية الوطنية، منذ سنوات، إلى إعادة مراجعة كل المقررات، والنصوص، لضمان تربيتها للتلاميذ على قيم التعايش.