أثارت شهادة الشرطي فارس صفوان، نقاشا داخل القاعة 7 بمحكمة الجنايات بالدار البيضاء، مساء اليوم، بعد أن سرد حكايته بطريقة مؤثرة، وهو يغالب دموعه، قبل أن يتوقف المشهد بأسئلة دفاع معتقلي حراك الريف، واتهام ناصر الزفزافي، للمحكمة بأنها تجيب على الأسئلة الموجهة للشاهد، وهو ما أدى إلى رفع جلسة المحاكمة. وبعد أن قررت هيئة الحكم، اليوم الثلاثاء، الاستماع إلى ستة شهود في كل جلسة، انطلق الاستماع إلى ضابط الشرطة القضائية فارس صفوان الذي دخل في غيبوية، ثم استفاق ليجد نفسه يعاني شللا نصفيا، حيث حكى أمام الهيئة تفاصيل ما وقع له انطلاقا من تلقيه الأوامر بالتوجه للحسيمة من مدينة سلا حيث يشتغل. وأفاد صفوان بكلمات ممزوجة بالبكاء والحسرة أنه تلقى أمرا وهو بالحسيمة بالتوجه إلى سيدي عابد بعد حادثة المسجد التاريخية، قصد القبض على ناصر الزفزافي، موضحا أن جموعا غفيرة للمواطنين كانت في المنطقة، وأن عناصر الأمن تلقت وابلا من الحجارة، أصيب خلالها على مستوى رأسه، ولم يستفق إلا وهو بالمستشفى العسكري. وبعد أن انتهى الشرطي من سرد قصته، أشار المحامي محمد أغناج، إلى أن الشرطي الشاهد هو مطالب بالحق المدني، وأدى لصندوق المحكمة مبلغا ماليا كمطالب بالحق المدني، وهو ما جعل عبد الكبير طبيح، محامي الدولة، يتدخل ويوضح أن الدولة هي المطالبة بالحق المدني وطلبت درهما رمزيا، وأنها لن تمنع موظفيها من طلب تعويضات مالية. وبعد توجيه دفاع المعتقلين لمجموعة من الأسئلة، كان القاضي يرفض بعضها، كما أجاب عن بعضها، وهو ما جعل الزفزافي يثور من خلف القفص الزجاجي، مستنكرا كيف أن المحكمة تجيب في مكان الشاهد، معتبرا أن المحاكمة أضحت مسرحية، وهو ما أدى إلى رفع الجلسة إلى حين عودة الهدوء لأجواء المحاكمة.