في الوقت الذي كان ينتظر فيه المسؤولون عن الشركات الثلاث التي تطالها حملة "مقاطعون"، أن تبقى هذه الحملة حبيسة مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تخفت شرارتها مع مرور الأيام، حدث العكس ووجد أرباب هذه الإمبراطوريات الاقتصادية أنفسهم فجأة أمام وقع الحملة الشديد الذي أربك الحسابات، وهوى بالأسهم في سوق البورصة. وفي الوقت الذي اختارت "سنطرال دانون" و"أولماس للمياه المعدنية" التفاعل عبر بلاغات للرأي العام توضح سبب غلاء أسعار التي تنتجها عممت على وسائل الإعلام، اختارت مجموعة "AQUA" لمالكها عبد العزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار التزام الصمت، رغم دخولها في لائحة الأسهم الأكثر إنخفاضا بسوق البورصة لأكثر من مرة منذ انطلاق الحملة. تضرر شركة أخنوش عمقه التقرير الذي عُرض يوم أمس الخميس في نشرة الظهيرة على القناة الثانية، وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها القناة، بعد ثلاث أسابيع تقريبا على انطلاق حملة "مقاطعون"، تقريرا مفصلا يتحدث عن كرونولوجيا أحداث الحملة منذ انطلاقها ضد منتجات "سنطرال دانون"، و"أولماس للمياه المعدنية"، الشركة الموزعة للماء المعدني سيدي علي، وأفريقيا غاز للمحروقات. مصادر مطلعة من داخل داخل مجموعة "AQUA" كشفت ل"ليوم 24″ أن نشرة 2M ، أثارت غضب المسؤولين داخل المجموعة، الذين اعتبروا أن الحملة تستهدف شخص أخنوش وتريد "تصفيته سياسيا"، ولا علاقة لها بتضرر المواطنين بغلاء الأسعار. مصدر الموقع اعتبر عرض تقرير مفصل عن الحملة في نشرة يتابعها الملايين من المغاربة ليس بالأمر بالهين على الشركات المتضررة، وب"التأكيد أن هذه النشرة يُقصد بها إيصال فكرة المقاطعة إلى البيوت المغاربة الذين لا يفتحون مواقع التواصل الاجتماعي، ولا علم لها بحملة انطلقت من العالم الافتراضي"، يضيف المتحدث. ووصفت القناة الثانية حملة "مقاطعون" ب "الوسيلة السلمية والحضارية للتعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق، وهي الأولى من نوعها في المغرب التي وحدت المستهلكين، لمواجهة غلاء الأسعار". وبثت القناة، أيضا، لقطة من أمام مقر مجموعة "AQUA" في الوقت الذي أكدت معدة التقرير أن القناة حاولت الاتصال أكثر من مرة بالشركات التي تهمها حملة مقاطعون دون الحصول على أي رد، باستثناء البلاغات التي تم تعميمها على وسائل الإعلام. وسلط التقرير الضوء على تصريحات محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية، والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي وصف المقاطعون بكلمة "المداويخ"، هذه الكلمة التي كان لها وقعها وزادت من توسيع رقعة الحملة وعمقت وجع "المقاطعين".