في تطور دبلوماسي مثير، أقدم المغرب، حديثا، على قطع العلاقات مع إيران، على خلفية تسهيلها علاقات بين «حزب الله» اللبناني وجبهة البوليساريو، ويتعلق الأمر بتدريبات عسكرية، وحفر أنفاق أشارت إليها الصحافة المغربية منذ أيام. وكان المغرب وإيران قد استأنفا العلاقات بينهما في فبراير 2014، بعد مقاطعة امتدت خمس سنوات، بسبب ملف البحرين. ورغم استئناف العلاقات، فقد بقيت باردة إلى مستوى جامد، لأن الرباط لم تكن مرتاحة إلى آفاق العلاقات مع طهران لأسباب متعددة، منها التعاون الصاروخي بين هذا البلد والجزائر. وورد تبرير المغرب، الثلاثاء من الأسبوع الماضي، لقطع العلاقات الدبلوماسية نهائيا مع طهران، في حديث لوزير الخارجية المغربي، محمد ناصر بوريطة، نقلته وكالة الأناضول، قال فيه إن «سبب هذه الخطوة هو انخراط «حزب الله» اللبناني، المدعوم من إيران، في علاقة مع البوليساريو، وتهديد أمن البلاد واستقرارها»، وأوضح أن «بلاده تملك أدلة على تمويل قياديين بحزب الله للبوليساريو، وتدريب عناصر من البوليساريو». وتابع: «الرباط لديها معلومات تفيد بإقدام دبلوماسيين في السفارة الإيرانية في الجزائر على تسهيل عملية لقاء قياديين في حزب الله بقياديين في البوليساريو». وكانت الصحافة المغربية قد نقلت عن مصادر رسمية منذ أيام خبر قيام جبهة البوليساريو بحفر أنفاق بالقرب من الجدار العازل في الصحراء، لاستعمالها في حال استئناف الحرب بين المغرب والبوليساريو. وكتبت جريدة «الصباح» أن هذا المخطط يسمى «المظلة الصامدة»، وجرى تحت إشراف عناصر من «حزب الله». وتعود شكوك المغرب بشأن علاقات «حزب الله» مع البوليساريو إلى سنتين، والأغلب أن الاستخبارات المغربية، التي لديها وجود قوي في الجزائر، قد رصدت هذه العلاقة، أو توصل المغرب بتقرير من استخبارات صديقة يرصد هذا التطور العسكري الذي يعتبره منعطفا حقيقيا ومقلقا، بحكم تجربة «حزب الله» في الحرب، خاصة مواجهة الجيوش الكلاسيكية، وأساسا جيش إسرائيل. ويتميز «حزب الله» عسكريا بوضع مخططات حربية تقوم على شكل جديد من حرب العصابات، وهي حرب لمجموعات صغيرة جدا، مؤلفة من شخصين إلى خمسة أشخاص، لضرب العتاد العسكري الكبير، مثل الدبابات والمدرعات، والتسلل إلى ما وراء خطوط المواجهة. وكانت حرب العصابات الصغيرة جدا هي التي ساعدت «حزب الله» على مواجهة إسرائيل سنة 2006. وإذا كانت عناصر البوليساريو قد تلقت تدريبات من «حزب الله» على هذه التقنيات الحربية، فهذا يعني أنها قد تخلق للجيش المغربي الكثير من المشاكل الحربية. ونفى حزب الله «المزاعم والاتهامات المغربية للحزب بدعم وتدريب جبهة البوليساريو جملة وتفصيلا». واعتبر في بيان أنه «من المؤسف أن يلجأ المغرب، بفعل ضغوط أمريكية وإسرائيلية وسعودية، إلى توجيه هذه الاتهامات الباطلة»، ورأى أنه «كان حريا بالخارجية المغربية أن تبحث عن حجة أكثر إقناعا لقطع علاقاتها مع إيران، التي وقفت وتقف إلى جانب القضية الفلسطينية وتساندها بكل قوة، بدل اختراع هذه الحجج الواهية». وكانت الخارجية المغربية أعلنت قطع علاقاتها مع إيران، واتهمت حزب الله بإرسال أسلحة إلى البوليساريو عن طريق عنصر في السفارة الإيرانية في الجزائر.