قال الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحفية "رأي اليوم" إن عدة مؤشرات تدل على شن حرب إقليمية ضد إيران، وذلك على إثر تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين ناتانياهو" وثائق قال إنها تثبت انتهاكها للإتفاق النووي. وأبرز عطوان أن "مُعظَم المُحلِّلين الاستراتيجيّين أجمعوا على أنّ العَرض "السِّينمائي"، الذي قَدَّمَهُ "بنيامين نتنياهو"، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لم يُقَدِّم أي أدِلَّة جديدة، ومُؤكَّدة حول انتهاك إيران للاتِّفاق النَّووي، مُنذ دُخولِه حَيِّز التَّنفيذ، أوائِل عام 2016″، وأضاف ضيف أن "كَشف هذهِ الوَثائِق يأتي في إطار التَّمهيد لشَن عُدوانٍ ضِد إيران، سَواء على "قَواعِدها" في سورية، أو في العُمق الإيراني نَفسِه، وتَحشيد بعض الحُكومات العَربيّة، والأُوربيّة إلى جانِب الأمريكيّة خلف هذا التَّوَجُّه". وكتب عطوان في افتتاحية صحيفته أن أبرز مؤشر على قرب اندلاع هذه الحرب هو قيام المغرب بقطع علاقاته بطهران، الذي أعلنه وزير الخارجية، ناصر بوريطة، بسبب وُجود علاقاتِ دَعمٍ، ومُسانَدةٍ ماليّة، وعَسكريّة من قِبَل حزب الله لجَبهة البوليساريو. واعتبر عطوان أن القرار ربّما يأتي كمُقَدِّمة لإقدام دُوَلٍ أُخرى حليفة لواشنطن على خَطواتٍ مُماثِلة، مسجلا أن دول الخليج رحَّبت بِهذا المَوقِف فَور إعلانِه، وأنه على الرغم من تأكيد المغرب أن قراره سيادي، "إلا أنّ تَوقيتُه لافِت للانتباه، ولا يُمكِن عَزله عن تَطوُّرات الأحداث في المِنطَقة"، حسب تعبيره. وضمن المؤشرات الأخرى على قرب اندلاع هذه الحرب، سجل عطوان تصريحات لمَسؤولٍ أمريكيٍّ كَبيرٍ، نقلتها محطة "إن بي سي" أكدت فيها أنّ "إسرائيل تَستعِد على الأرجَح لعَملٍ عَسكريٍّ في مُواجَهة إيران"، وأن تل أبيب تَسعى إلى الحُصول على المُسانَدة، والدَّعم من واشنطن، لأنّه من المُرَجَّح أن تكون الحَرب الإيرانيّة الإسرائيليّة على الأرضِ السُّوريّة. كما أشار عطوان إلى مُطالَبة "جورج بومبيو"، وزير الخارجيّة الأمريكي الجديد، دُوَل الخليج بِوَضع خِلافاتِها جانِبًا، والتَّركيز على الخَطر الإيراني، والكَشف الإسرائيلي عن تَصريحات الأمير محمد بن سلمان، التي أدلَى بِها في اجتماعٍ مع قادَةٍ يَهود في أمريكا، وأكَّد فيها أنّ القَضيّة الفِلسطينيّة لم تَعُد تَحظَى بالأولويّة بالنِّسبةِ إلى الحُكومةِ، والشَّعب السُّعوديين، وأنّ الأولويّة الآن تَنصَب على مُواجَهة النُّفوذ الإيراني في المِنطَقة. واعتبر المتحدث نفسه أن الشُّعور السَّائِد حاليًّا في أوربا هو القَلق مِن أن يَنجَح نتنياهو في جَر المِنطَقة، والولايات المتحدة بالذَّات إلى الحَرب، وأن تكون الشَّرارة انسحاب أمريكا من الاتِّفاق النَّووي، وهذا ما يُفَسِّر عدم التَّجاوب مع العَرض البَهلواني، الذي قَدَّمَهُ في القُدس المُحتلَّة، وأكّد فيه أنّ وثائِقه تُثبِت انتهاك إيران لهذا الاتّفاق، وإقامَة برنامج نَووي عَسكري سِرِّي بعيدًا عن أعيُن مُفَتِّشي وَكالَة الطَّاقةِ الذَّرِّيّة الأُمَميّة.