بدأ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أولى تحركاته الرسمية لترويج الملف المشترك لثلاثي أمريكا الشمالية (الولاياتالمتحدة، وكندا، والمكسيك) لتنظيم مونديال 2026، بمحاولة للضغط على الدول الإفريقية، من أجل سحب أصواتها التي قدمها بعضها مبدئيا لصالح الملف المغربي. وحث ترامب، أول أمس الاثنين، الرئيس النيجيري، محمد بوخاري، في مؤتمر صحافي مشترك بالحديقة الخلفية للبيت الأبيض، على منح تصويت بلاده للملف الأمريكي، علما أن وزير الرياضات والشباب النيجري، سولومون دالونغ، أعلن، من قلب العاصمة الرباط أن الاتحاد النيجري يدعم ملف «موروكو 2026»، باعتباره ترشح قارة. نقطة نظامالفرزخلافا لكل الأجسام المهنية التي يشكل مبدأ التضامن أكبر لحمة بين أعضائها، فإن الجسم الصحافي المغربي يكاد يكون الوحيد الذي مازال مشرذما، بل يمكن الجزم بأنه أجسام متنافرة ومتضاربة داخل جسم واحد، والسبب هو أن هذه المهنة، وأمام الفوضى المقصودة التي عاشتها لسنوات، عجّت بكثير من «النجارة» الذين اندسوا داخلها، وعوض أن يضعوا أيديهم في أيدي زملائهم لتحصين المهنة من الدخلاء والوكلاء، أشهروا مناشيرهم في وجه زملائهم. لقد أبان اعتقال ومحاكمة توفيق بوعشرين أن أكثر من تخصص في إدانته، قبل أن تقول المحكمة كلمتها، هم مجموعة من المنابر التي كان يفترض أن تكون في طليعة المتضامنين معه، خصوصا بعدما انفضحت خروقات عديدة في مداهمة مقر «أخبار اليوم» واعتقاله، لكن بما أن هذه المنابر تتلقى ماءها ومرعاها وموادها الصحافية من الجهة نفسها التي دبّرت أمر اعتقال بوعشرين، فمن الطبيعي أن تكون صحافة ضد الصحافة. قد يبدو وضع المشهد الصحافي مؤلما، لكن مع هبات الوعي الآتية من العالم الأزرق، أصبحنا نرى أن الفرز بات واضحا، وأن المغاربة يفرقون بين الصحافيين والأبواق