أعلن والدا الطفل البريطاني "ألفيي إيفانس"، أنه توفي الليلة الماضية بعد صراع مع المرض، وعلى بعد أيام قليلة من نزع الأطباء الآلات التي ظلت تبقيه حياً منذ سنة 2016. وأصيب الرضيع "ألفيي إيفانس"، البالغ من العمر 23 شهراً، بعد ولادته بأشهر قليلة بمرض نادر استعصى على الأطباء تحديد طبيعته وإيجاد دواء له، لذلك بقي تحت العناية المركزة منذ شهر دجنبر 2016 وظل مرتبطاً بمجموعة من الآلات. ولعدة مرات قرر الأطباء نزع هذه الآلات بسبب اقتناعهم بعدم وجود أي أمل في شفائه، ولرغبتهم في إنهاء معاناته وآلامه، بحسب تبريراتهم. ورفع والدا الرضيع دعوى قضائية لمنع قرار إدارة المستشفى، لكن القضاء في كل درجاته أيد بدوره قرار الأطباء، ووصل الأمر بعائلته إلى رفع دعوى قضائية أمام محكمة حقوق الانسان الأوروبية بستراسبورغ وذلك لوقف "إنهاء حياة الرضيع" أو السماح بنقله لدولة أخرى ، لكن حكم هذه الأخيرة لم يعارض قرار الأطباء، معتبرةً أن ابريطانيا لا تخرق حرية التنقل برفضها لنقل الطفل لمستشفىً بدولة أخرى. وقبل تنفيذ الأطباء لقرارهم القاضي بإنهاء حياة الرضيع، تدخلت إيطاليا بتاريخ 23 أبريل ونزلت بكل ثقلها الديبلوماسي والسياسي في هذه الواقعة. وقررت السلطات الإيطالية منح جنسيتها بأثر فوري للطفل، واجتمع وزير الخارجية الإيطالي ونظيره في الداخلية ماركو مينيتي ووزير العدل، ووقعوا على مرسوم منح الجنسية للطفل الذي ازداد بانجلترا هو ووالداه. واستنفرت إيطاليا كل إمكاناتها لأجل إنقاد هذا الطفل، وفي هذا الإطار انتقل مدير مستشفى بامبينو جيزو، أكبر مستشفيات الأطفال بالعاصمة الإيطالية بروما، إلى ليفربول للقاء عائلة الطفل ولنقله إلى العاصمة الإيطالية. ورغم كل هذا قام الأطباء البريطانيون مساء يوم 23 أبريل بتنفيذ قرارهم، وظل الطفل يتنفس بشكل مستقل وبصعوبة، لكن بطء الإجراءات الإدارية لنقله الى إيطاليا ومواصلة القضاء البريطاني عرقلته لنقل الرضيع إلى خارج البلد، كلها عوامل أدت إلى وفاته في الليلة الماضية.