أماط ما أصبح يعرف ب"ظاهرة التشرميل"، اللثام عن وضعي أمني "حرج" بمدينة الدارالبيضاء، يعكس مشكلا حقيقيا للأمن بواحدة من أكبر مدن المغرب، حيث تسببت مجموعة من الصور التي تم تداولها في الآونة الأخيرة بمجموعة من صفحات الموقع الاجتماعي "فيسبوك"، في استنفار قوي على مستوى وزارة الداخلية المغربية. في الوقت الذي أطاحت فيه، ولازلت تطيح ظاهرة "التشرميل" بالعشرات من شباب مدينة الدارالبيضاء، لم يكن أحد يتصور أن تتسبب نفس الظاهرة، التي زرعت الرعب والخوف في نفوس المغاربة عموما، وسكان العاصمة الاقتصادية على الخصوص. (أن تتسبب) في إرجاع والي أمن المدينة، عبد اللطيف مؤدب إلى منصبه، بعد أن تم إعفاؤه منه قبل أيام، على خلفية حادث تسبب فيه أحد رجال أمن المكلفين بتأمين مرور السيارة الملكية، إذ انشغل بالإجابة في هاتفه المحمول، دون أن ينتبه إلى مرور السيارة الملكية. وكشفت مصادر مطلعة، ل"اليوم24"، أن عبد اللطيف مؤدب، قد عاد لممارسة مهامه كوالي لأمن الدارالبيضاء الكبرى، موضحة أن هذا الأخير، قد حضر اللقاء الذي جمع أمس الاثنين، بمقر ولاية الدارالبيضاء، كلا من وزير الداخلية محمد حصاد، والشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، إلى جانب وعمال عمالات ومقاطعات الجهة والمسؤولين المحليين لمختلف المصالح الأمنية”، وهو اللقاء الذي تمت فيه مناقشة الوضعية الأمنية للمدينة. وأوضحت المصادر ذاتها، أنه بعد عودة مؤدب، أسندت له مهمة الإشراف على الإستراتيجية التي أعدتها الوزارة بتعليمات ملكية لمواجهة الإجرام، خصوصا بعد تنامي أعمال الشغب، وتفشي ظاهرة "التشرميل". وبحسب آخر الأرقام التي حصلت عليها " اليوم24"، فعدد الموقوفين في إطار ما يسمى ب"ظاهرة التشرميل"، قد بلغ إلى حدود أمس الاثنين، حوالي 58 موقوفا، منهم 35 معتقلا في مدينة الدارالبيضاء، يتوزعون على كل من الحي الحسني، ودرب الفداء، بسبعة في الأولى وثمانية عشر في الثانية، إلى جانب سبعة ألقت الفرقة الجنائية الوطنية القبض عليهم، في حين استمعت لواحد معتقل بسجن عكاشة قام بعرض صوره قبل أن يصدر حكم قضائي بسجنه. نفس المصادر، كشفت أن إجراءات احترازية، تهم التحقيق مع أي شاب أو شابة له مظهر خارجي قريب من الذي يظهر به "المشرملون"، على صفحات الفيسبوك، سواء من خلال ارتدائه لملابس أو "ماركات"، أو حتى حلقه لشعره بطريقة توحي أنه متأثر ب"حركة التشرميل".