الاتحاد الأوروبي يعلن الحرب على المنظمات الإجرامية الدولية ذات الأصول المغربية المتخصصة في تهريب البشر والمخدرات، بعد تسجيل في الآونة الأخيرة ارتفاعا غير مسبوق في عدد المهاجرين السريين الراغبين في العبور إلى السواحل الإسبانية انطلاقا من السواحل المغربية على متن قوارب الموت؛ كما يستبق الاتحاد الأوروبي الزمن لضرب البنيات التحتية ل"كارتيلات" الحشيش بين شمال المملكة والجنوب الإسباني، بعد محاولتها في الأسابيع الأخيرة السيطرة على مضيق جبل طارق، واستعمال المهربين العنف في مواجهة الأمن. هذا ما كشفته معطيات جديدة أوردتها تقارير أوروبية وإسبانية يوم أمس الخميس. في هذا الصدد، مكنت عملية أمنية مشاركة بين الشرطة الأوروبية (اليوربول) والحرس المدني الإسباني، من "تفكيك منظمة إجرامية مغربية متخصصة في تهريب المهاجرين غير النظاميين والمخدرات إلى إسبانيا"، حسب وكالة الأنباء أوروبا بريس. وأضافت أن العملية عرفت "اعتقال 19 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى المنظمة، وارتكابهم جرائم ضد حق المواطنين الأجانب والصحة العامة"، كما قام الأمن الإسباني، كذلك، بمداهمات في مجموعة في المناطق بألميرية. مصادر أخرى أشارت إلى أن أغلب المهاجرين الذين تهربهم الشبكة المفككة هم مغاربة، فيما يشكل الأفارقة قلة قليلة. وبخصوص الطرق التي تستعملها الشبكة الدولية المغربية في تهريب البشر من المملكة، أوضح بلاغ للحرس الأمن الإسباني، أن الموقوفين يستعملون درّاجات مائية بغية عبور المعبر، علاوة على الاستعانة، أيضا، بقوارب مطاطية صغيرة، أكثر من ذلك، تحاول الشبكة إظهار أن القوارب التي تستعملها تقوم بعملية الصيد في أعالي البحار أو للسياحة فقط، لكن الهدف الحقيقي هو مراوغة الأمن المغربي والإسباني. الشبكة المغربية تطلب من كل مرشح للهجرة دفع مبلغ 4 ملايين سنتيم، كما تطلب، أيضا، من كل مهاجر يريد الاستفادة من الإقامة عند بلوغ إسبانيا، مبلغ 5000 درهم. في هذا يقول البلاغ: "بعد وصول المهاجرين إلى إسبانيا، وحسب المبلغ الذي دفعوه، يتصلون بأرقام هواتف محمولة محددة منحتها لهم الشبكة مسبقا. هكذا يتم انتظارهم ونقلهم إلى مناطق أخرى من قبل عناصر أخرى تابعة للشبكة"، وأردف: "في مناسبات أخرى تتواصل المنظمة مع عناصر أخرى تابعة لها، من أجل منحها وثائق أشخاص آخرين بنفس ملامح مهاجر معين لكي يتمكن من السماح له بتجاوز نقطة المراقبة الحدودية". وفيما يتعلق بالمخدرات، أوضح البلاغ أن الشبكة المغربية تعمل، أيضا، على تهريب المخدرات إلى إسبانيا في تجويفات محدثة داخل عربات تدخل إلى إسبانيا انطلاقا من ميناء طنجة. وفي بعض الأحايين تلجأ إلى تهريب الحشيش في قوارب، مبرزة أن كل كميات الحشيش تكون مصحوبة برموز تسهل توزيعها على أصحابها الحقيقيين في إسبانيا. يشار إلى أن الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية والأوروبية، تنسق في الأسابيع الأخيرة لمحاربة شبكات تهريب البشر والحشيش المغربي والكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية.