يتموقع سوق "ثلاثاء بوحبيب" في مدينة بودينار القصية على إقليم الدريوش ب 55 كيلومترا، في خانة أكبر المرافق التجارية في مناطق الريف شمال المملكة، حيث اكتسب إشعاعا وصيتا تجاوزا حدود البلاد. ويعتبر سوق "ثلاثاء بوحبيب" من بين أقدم الأسواق الأسبوعية، التي كانت تعرف رواجا تجاريا مهما، قبل أن يتحول إلى مكان مهجور، وخراب منبوذ، بسبب الإهمال، وصعوبة المسالك، للولوج إلى مرافقه، بعدما كان يستقطب العديد من التجار، والوافدين عليه من مختلف المناطق، من أجل التسوق، وشراء المنتوجات الزراعية، والفلاحية المحلية ذات الجودة الرفيعة. وفي حوار "اليوم 24" مع أحد أعضاء الجماعة القروية بودينار، قال حسن بوضيل مدير المصالح لذات الجماعة، أن "السوق يعرف حاليا تراجعا بخصوص الرواج التجاري، حيث كان يروّج إلى المنتوجات المحلية التي تزخر بها بلدة تمسمان، ومناطق الريف، قبل أن تتهالك المرافق بما فيها الدكاكين، والمقاهي، وغيرها من المحلات، ما اضطر الجماعة إلى التخلي عنه مأخرا، بعد أن هاجره التجار، واختاروا اللجوء إلى أسواق أخرى بديلة كسوق "الخميس تمسمان"، وأخرى، خصوصا بعد فتح الطريق الوطنية رقم 16 القريبة من الحسيمة. وأضاف المتحدث ذاته أنه "تم التنصيص، أخيرا، داخل الجماعة على إعادة تأهيل سوق "الثلاثاء بوحبيب" من أجل ترويج المنتوجات المجالية، ليصبح لها دور في السياحة الداخلية، والخارجية، ومن أجل إعطائها إشعاعا عن طريق الترويج لها. ولا يزال سكان منطقة الريف يفتخرون بهذه الأسواق الأسبوعية، حيث أصبحت تشكل بالنسبة إليهم ذاكرة، وموروثا ثقافيا، مطالبين بتثمينه، والحفاظ عليه من طرف السلطات، والجهات المختصة، خصوصا في ظل ما كان لها من مساهمة متميزة في صون المعالم الأصيلة لهذه الربوع من الطمس إبان الاستعمار الإسباني.