قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إنه تم رصد غلاف مالي يصل إلى 15 مليار درهم لتمويل 225 مشروعا قيد الإنجاز بجهة مراكش-آسفي، فضلا عن إمكانية إنجاز 105 مشاريع أخرى مقترحة، في إطار تفاعل الحكومة مع احتياجات ساكنة الجهة، وهي المشاريع التي أوضح، خلال اللقاء التواصلي الذي نظمه صباح أول أمس السبت بمراكش، بأنها في طور المناقشة في أفق إبرام اتفاقيات إنجازها، في إطار البرامج المقررة في سنتي 2018 و2019، مشيرا إلى أنه تم إحداث لجنة لتتبع البرامج والمشاريع المتعلقة بالانتظارات المرتبطة بمجالات التشغيل، الصحة، التعليم، الفلاحة، والثقافة، والصناعة التقليدية. العثماني، الذي كان على رأس وفد حكومي مشكل من 14 وزيرا، أوضح بأن هذه الزيارة، التي تعتبر الخامسة في سلسلة اللقاءات الجهوية للحكومة، هي آلية من بين أخرى لتفعيل سياسة القرب، ومناسبة لتعزيز التعبئة الجماعية حول التنمية الاقتصادية والاجتماعية على صعيد الجهة، وكذا لمعرفة أدق الحاجيات والتحديات والبرامج وتتبع التنفيذ على الأرض، مبرزا أن هدف الحكومة، في إطار التعاقد مع الفعاليات الجهوية والترابية، هو تسريع وتكثيف البرامج التي تهدف إلى تقليص الفوارق المجالية، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، خصوصا في بعض الأقاليم التي تعاني ظروفا تنموية قاسية، مشددا على أن النهج التواصلي سيظل خيارا حكوميا يعكس تضامنها وتعاونها لإنجاح مختلف الأوراش التنموية. كما شدد على أهمية الاستمرارية والتعبئة والعمل الجماعي المشترك لضمان نجاح المشاريع والاستثمارات المبرمجة وضمان تحقيق آثارها على الجهة وساكنتها، التي قال إنها تبقى رهينة بتكامل الجهود والتقائية التدخلات والتحديد الأمثل للأولويات، معبرا عن استعداده وباقي أعضاء الحكومة للعمل سويا مع الجهة والمصالح الخارجية وكافة الشركاء لتذليل أيه صعوبات ذات طبيعة إدارية، والمساهمة في تعبئة الإمكانيات الضرورية لإنجاح برنامج التنمية الجهوية. وأضاف، خلال اللقاء المنعقد بالمركب الإداري والثقافي التابع لوزارة الأوقاف بباب إغلي، والذي حضره مسؤولون إداريون ومنتخبون ومستثمرون وفعاليات مدنية، بأن الحكومة واعية بإشكالية وتحدي إدماج الشباب على مستوى الجهة، مبشرا بقرب إطلاق مشاريع للتشغيل والتعليم. مداخلة عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، كانت مليئة بالأرقام والمعطيات، فقد ذكّر بمشروع تحويل أنظمة الري التقليدي إلى السقي العصري عبر تقنية التنقيط، موضحا بأن المساحة المسقية وصلت إلى 100 ألف هكتار منذ إطلاق مخطط المهرب الأخضر، ومشيرا إلى أن وزارته ستقوم بسقي 35 ألف هكتار أخرى في أفق 2020. واعتبر بأنه من الأوليات توسيع مجموعة من السدود بالجهة، كسد سيدي إدريس بالسراغنة، وآيت زيات بالحوز، وبولعوان على وادي سكساوة. وأضاف بأن وزارته أنجزت 50 وحدة تثمين، منها 34 وحدة في إطار الفلاحة التضامنية، كما قامت بغرس100 ألف هكتار بالأشجار المثمرة بالجهة، وبرمجت غرس 38 ألف هكتار أخرى في أفق 2020، وبالنسبة لصندوق التنمية فقد أكد بأن 52 ألف شخص بالجهة استفادوا من الإعانات المالية، التي وصلت إلى 3 مليار و400 مليون درهم، ضختها الدولة في إطار تمويل استثمارات فلاحية وإعانات مقدمة للفلاحين. وبالنسبة للزراعات البديلة، فقد أشار إلى مشروع غرس 5000 هكتار من النباتات المخصصة للرعي بالرحامنة، كما تطرق لمشكل الحشرة القرمزية، التي فتكت بحقول الصبار، موضحا بأن وزارته اقتلعت حوالي ألفي كيلومتر من الأغراس التي ضربتها هذه الآفة، التي قال أخنوش إنه لا يوجد أي مبيد لمواجهتها حاليا، وإن الحل الوحيد المتاح هو اجتثاث الأغراس وإتلافها عبر حرقها أو طمرها، مضيفا بأن وزارته أوقفت برنامج غرس الحقول بنبات الصبار، في الوقت الذي تجري فيه تجارب مكثفة على ثمانية أصناف جديدة من التين الشوكي أكثر مقاومة للأوبئة الزراعية من أجل إطلاق عملية غرسها بالجهة. من جهته، أكد محمد الأعرج، وزارة الثقافة والاتصال، بأن وزارته أطلقت مخطط عمل لإعطاء دينامية جديدة في المجل الثقافي، لافتا إلى أنه وبحكم أن الجهة تزخر بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية، فقد تم تخصيص 100 مليون درهم لترميم هذه المعالم، فضلا عن إحداث مراكز ثقافية للقرب بالعديد من العمالات والأقليم، التي ينعدم بها هذا النوع من البنيات التحتية الخاصة بالمجال الثقافي.