بعد ثلاثة أشهر عن إعلان تأسيسها، ما تزال لجنة تقصي الحقائق حول أحداث جرادة تراوح مكانها. وفي الوقت الذي كان من المقرر أن يتم انتخاب رئيس اللجنة وباقي الأعضاء مساء الجمعة الماضية، مباشرة بعد افتتاح الدورة الربيعية، تم تأجيل ذلك إلى موعد لاحق، بسبب غياب بعض المستشارين لأسباب مختلفة، حسب مصادر برلمانية. وبالرغم من أن مجلس المستشارين قرر أن يُبرمج الاجتماع مباشرة بعد افتتاح الدورة الخريفية، لضمان أكبر قدر من الحضور، لم يكتمل النصاب القانوني لعقد انتخاب هيكلة اللجنة. ومن المرتقب أن تحقق اللجنة التابعة لمجلس المستشارين في الأسباب التي أوصلت مدينة جرادة إلى حالة الاحتقان، والتي تعيش على وقعها منذ أشهر، وإعداد تقرير مفصل حول الوضع القائم بالمدينة. ويأتي ذلك بعد عقود من التسيب شهدها قطاع استغلال مقالع الفحم، واستفادة "بارونات فحم" بعينهم من ثروات المدينة بدون رقيب أو حسيب. ويأتي ذلك، في ظل عرض ملفات عدد من النشطاء بجرادة على القضاء، وفي ظل فتح قنوات الحوار بين المحتجين والسلطات المحلية لتهدئة الأوضاع المشتعلة بالمدينة منذ نهاية دجنبر الماضي، حينما قضى شقيقان داخل بئر عشوائية للفحم.