حلت الذكرى الأولى لوفاة طفلة تنغير "إيديا فخر الدين"، والتي سبق لقضيتها أن أشعلت بالمنطقة بعد أسبوع على تعيين حكومة سعد الدين العثماني في ال5 من أبريل 2017، احتجاجات عارمة وازتها حملة تضامن شعبي غير مسبوقة من المغاربة، والذين لقبوها ب"شهيدة التهميش والإهمال الطبي"، حيث قررت عائلتها مساندة من قبل "لجنة الدعم لآيت أوسامر بتنغير من أجل روح إيديا"، تنظيم برنامج لأربعة أيام بقرية الطفلة ب"تزكي" ضواحي مدينة تنغير، اختاروا له شعار "حتى لا يتكرر ما وقع لإيديا". وبحسب المنظمين، فإن برنامج أيام الطفلة إيديا، والذي انطلق يوم أمس الأربعاء ويستمر حتى نهاية هذا الأسبوع، ينتظر أن تشارك فيه جمعيات حقوقية وجمعيات للطفولة وكافة المتضامنين مع قضيتها، والذين سبق لهم أن نظموا قافلة تضامنية معها عقب وفاتها في ال11 من أبريل العام الماضي، وسيعرف تنظيم مسيرة جماهيرية تنطلق من بيت عائلة الطفلة بقرية "تزكي" صوب المقبرة التي يرقد بها جثمان "إيديا" لتثبيت النصب التذكاري على قبرها، تعقبها وقفة احتجاجية أمام مستوصف القرية، والذي نقلت إليه الطفلة عقب إصابتها بنزيف دماغي ناتج عن سقوطها أرضا وهي تلعب مع أقرانها الأطفال بأمام بيت عائلتها. والمثير في الذكرى الأولى لوفاة الطفلة، أنها تحل والمستشفى الإقليمي لتنغير، والذي أمرت حكومة سعد الدين العثماني ببنائه تحت ضغط احتجاجات سكان الإقليم والمتضامنين معهم من مختلف المدن والقرى المغربية، ما تزال أشغاله تراوح مكانها بعد أن وضع وزير الصحة المعفي، الحسن الوردي، في يونيو 2017 الحجر الأساس لبناء المستشفى بكلفة مالية تزيد عن 240 مليون درهم، قبل أن تتوقف أشغاله مؤخرا، مما قد يؤجج الاحتجاجات بالتزامن مع حلول ذكرى وفاة الطفلة "إيديا"، والتي بسبب قضيتها أمرت الحكومة ببناء المستشفى، يقول مصدر قريب من الموضوع ل"أخبار اليوم". من جهته، برر مصدر بالمندوبية الإقليمية للصحة بتنغير، أسباب تأخر إنجاز مستشفى القرب بالمدينة، والذي يعول عليه لتمكين سكان 25 جماعة بالإقليم من الولوج إلى العلاج، إلى بطء الإجراءات الإدارية الخاصة بتحويل الاعتماد المالي المخصص للشطر الثاني للمشروع من وزارة الصحة إلى وزارة التجهيز المكلفة بأشغال البناء، بعد أن أنهت الشطر الأول لبناية المستشفى. من جانبه، علق أب الطفلة إيديا، إدريس فخر الدين، في تصريح أدلى به للصحافة، على هامش انطلاق أيام الذكرى الأولى لوفاة صغيرته، بأن تأخر إنجاز المستشفى الإقليمي بتنغير، أمر مؤسف للساكنة وللمتضامنين مع طفلته "إيديا"، والتي تحولت، كما قال، إلى رمز لكفاح مغاربة المناطق العميقة من أجل خدمات صحية في المستوى، حيث شدد على أن وزارة الصحة وحكومة العثماني لم يتفاعلا مع مطالب المغاربة الذين تعاطفوا مع ابنته التي توفيت بسبب التهميش وصعوبة الوصول إلى العلاج، شأنها شأن بقية ساكنة إقليم تنغير، التي مازالت تعاني نفس الأمر، حيث ظل مستوصف قرية الطفلة "بتزكي" بدون طبيب ولا معدات طبية، بعد أن مرت سنة على دخول الطفلة إليه عقب إصابتها بنزيف دماغي، لتحل الذكرى الأولى لوفاتها والحال هو بمستوصف قريتها، يقول أبوها إدريس فخر الدين والدموع تغالب كلماته. يذكر أن الطفلة إيديا فخر الدين، البالغة قيد حياتها 3 سنوات، والتي وصلت صورها إلى العالم، وملأت مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل معاناتها مع رحلة علاجها من تنغير إلى فاس، مرورا بالراشدية قاطعة حوالي ألف كيلومتر، قد أصيبت في ال11 من أبريل من السنة الماضية، بنزيف دماغي بعد سقوطها أرضا وهي تلعب مع الأطفال بأمام بيت أهلها بدوار "تزكي" بجماعة تودغى العليا إقليم تنغير، والذي يفتقد مستوصفه لطبيب قار، حيث نقلت إلى المستشفى المحلي بتنغير وبعده إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية، لإخضاعها للفحص بجهاز "السكانير"، قبل أن يقرر الأطباء توجيهها على متن سيارة إسعاف قطعت أزيد من 500 كيلومتر نحو المستشفى الجامعي بفاس، وهناك توفيت.