أشعل حادث وفاة طفلة تدعى "إيديا" تبلغ من العمر سنتين، وتنحدر من جماعة تودغى العليا بإقليم تنغير، إثر نزيف دماغي بإحدى المستشفيات بفاس، سخط وغضب عدد من النشطاء بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". واعتبر نشطاء ال"فيسبوك" أنه كان بالإمكان إنقاذ حياتها لو قدمت لها العلاجات الضرورية بالمستشفى الاقليمي بتنغير أو بالمستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية. في نفس السياق، أوضح إدريس فخر الدين، والد الطفلة "إيديا"، في تصريح للصحافة، أن ابنته توفيت صباح اليوم الثلاثاء بإحدى المستشفيات بمدينة فاس بعد إصابتها بنزيف دماغي جراء ارتطام رأسها بالأرض. وأضاف والد "إيديا" أنه قام بنقلها في الأول إلى المستشفى الإقليمي بتنغير، غير أنه لا يتوفر على جهاز "سكانير"، ولم تقدم لها أية إسعافات أولية، واكتفى الطبيب بتوجيه الطفلة نحو المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف، وهناك تم إخضاعها للفحص بالجهاز المذكور والذي لم يكشف إصابتها بالنزيف، حيث طمأنهم الطبيب بأنه لا خطورة على حياتها وبأنها أصيبت فقط بكسر صغير في الجمجمة، مضيفا أنه قام بنقلها إلى إحدى المستشفيات بفاس، وهناك لفظت أنفاسها الأخيرة. هذا، وأثار وفاة الطفلة "إيديا" سخط عدد من النشطاء "التنغيريين" عبر مواقع التواصل الإجتماعي، معتبرين أن الوفاة ناتجة "الاهمال الطبي" وعدم توفر مستشفى تنغير والرشيدية على تجهيزات طبية كفيلة بإنقاذ حياة الطفلة، حيث تم تعريض حياتها للخطر بعد أن جابت ثلاثة مستشفيات لمسافة 500 كيلومتر على متن سيارة إسعاف "مهترئة"، انتهى بها المطاف بأن لفظت أنفاسها الأخيرة بمستشفى فاس. وكتب محمود سليمان أحد الفاعلين المدنيين بتنغير، على صفحته ب"الفيسبوك": "إيديا زهرةٌ قتلها غدرُ المسؤولين عديمي الضمير.. سلبوها من والديْها وهي لم تتجاوز سنتيْن من عمرها..إيديا لسوءِ حظها أنها وُلِدتْ في تنغير التي يموت فيها الناس لوعكةٍ، لعطسةٍ، لألمٍ بسيطٍ، لأننا ببساطة نملك محطة طرقية يسمُّونها "مستشفى". وأضاف معلقا على غياب مستشفى إقليمي بتنغير قائلا "صار المستشفى عندنا حلما وردياً نحلم به.. ولم يتحقق بعدُ، وما تزال إيدياتٌ أخرياتٌ سيمتُنَ في التنقل بين المدنِ.. وستضع النساءُ أحمالَها في منعرجاتٍ الطرقِ، فيمتنَ، ويموتُ الجنين".