حالة من الرعب عمت يوم الثلاثاء المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس، عقب وفاة حارس عام اشتغل بنفس المستشفى وأحيل حديثا على التقاعد، حيث لقي مصرعه داخل مصعد المستشفى في حادث مروع. وبحسب المعلومات التي حصل عليها "اليوم24" من الرواية التي قدمها للمحققين أحد المرافقين للضحية نجا في الحادث، فإن الحارس العام المتقاعد وعضو فريق الاتحاد الدستوري المحسوب على المعارضة بالجماعة الحضرية لمكناس، التي يرأسها القيادي بالبيجدي عبد الله بوانو، حضر برفقة زميل له كان حارسا عاما هو الآخر وتقاعد، لزيارة احد أصدقائهما المريض يرقد بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، حيث استعملا المصعد، ولما أنهيا زيارتهما لصديقهما، عادا على نفس المصعد إلى الطابق الأرضي، وعند نزولهما غادر الشخص الأول المصعد وتأخر الضحية في الخروج، نظرا لكبر سنه وتثاقل خطواته، وفاجأه باب المصعد عند انغلاقه في الصعود إلى الطابق الثاني، حيث علق بين دفتي باب المصعد، مما تسبب في "طحنه"، يقول مرافق الضحية في روايته. من جهته، قال مدير المستشفى نبيل الزويني في اتصال هاتفي أجرته معه "أخبار اليوم"، "تفاجأنا للحادث المؤلم الذي هز الشغيلة الصحية بمكناس، خصوصا أن الضحية إطار سابق بنفس المستشفى"، حيث شدد المدير بأن المصعد وعلى الرغم من أنه من الجيل القديم يشتغل بشكل جيد ولم يتعرض وقت الحادث لأي خلل"، مضيفا بأن "الحارس العام المتوفى تأخر في النزول بالطابق الأرضي وفاجأه باب المصعد بالانغلاق خلال صعوده إلى الطابق الثاني، حيث لم يبادر بالعودة إلى داخل المصعد حفاظا على سلامته، وحاول مواصلة عملية خروجه منه، مما جعله يعلق بين دفتي الباب، وهو ما تسبب له في رضوض وإصابات خطيرة في أنحاء مختلفة من جسده خصوصا على مستوى الصدر وأحد رجليه، عجلت بوفاته". وعلم "اليوم24" أن وزارة الصحة دخلت على خط الحادث المروع الذي عاشه مستشفاها الإقليمي بمكناس، حيث طلبت من مندوبها الإقليمي إنجاز تقرير في الحادث، فيما أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق في الحادث، حيث أحالت جثة الضحية لأجل إخضاعها للتشريح الطبي وتحديد أسباب الوفاة، كما استمع المحققون لمرافق الضحية ومسؤولون بإدارة المستشفى، أكدوا جميعهم نفس الرواية التي لقي فيها الحارس العام المتقاعد مصرعه، فيما ينتظر أن تُنجز خبرة تقنية على مصعد المستشفى للتأكد من تعرضه لخلل في نظامه من عدمه، خصوصا أنه مصعد قديم جدا أحدث مع بناية المستشفى التي تعود لسنة 1965، حيث كشف مصدر قريب من الموضوع للجريدة بأن مندوبية الصحة بمكناس هي التي تتكلف بصيانة مصعد المستشفى الإقليمي محمد الخامس، من خلال عقود أبرمتها مع شركات خاصة، مما يجعلها طرفا في التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في الحادث.