قال علي بوطوالة، الكاتب الوطني لحزب "الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، أحد مكونات فدرالية اليسار، إن حجم الفساد المستشري ببعض جهات الصحراء، يدفع الكثير من الشباب للارتماء في أحضان "جبهة البوليساريو" الانفصالية. بوطوالة الذي حل رفقة زميله في الفدرالية، عبد السلام العزيز، الأمين العام ل"المؤتمر الوطني الاتحادي"، بالعيون خلال "اجتماع الوحدة الوطنية" حول قضية الصحراء، سجّل أن "الصحراء تعرف وضعا خاصا على مستوى التضييق على النضالات النقابية والحقوقية"، في مقابل "توغل لظاهرة الفساد والاستعمال السيئ للدعم الذي تقدمه الدولة لهذه المنطقة". وزاد في حديث مع "اليوم24″، أن هذه المساعدات لا تصل إلى الساكنة المحلية، وخصوصا إلى المحتاجين منهم، الشيء الذي يخلق سخطا لدى الفئات المعوزة ولدى الشباب، لتكون الردود، في بعض الأحيان، هي اليأس من المواطنة، وبالتالي "يسقطون في شراك الانفصاليين مع الآسف". في مقابل ذلك، ذهب القيادي اليساري إلى أن جهة الصحراء، تتوفر على شباب على قدر كبير من الوعي ينشط في جمعيات المعطلين وفي صفوف إطارات أخرى، و"هم واعون بخطورة الفكر الانفصالي، غير أنهم يواجهون صعوبات كبرى حسب ما أفادنا به مناضلون التقيناهم على هامش لقاء العيون". بوطوالة دعا المسؤولين لالتقاط الإشارة، وذلك بتصفية الأجواء السياسية الداخلية، وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية بكل من الريف وجرادة. قضية الصحراء كانت قد أحدثت أزمة كبيرة داخل قيادة فدرالية اليسار سنة 2015، بسبب انضمام نبيلة منيب، الأمينة العامة ل"الحزب الاشتراكي الموحد"، إلى وفد مكون من قيادات كل الأحزاب السياسية، طار إلى السويد لتهدئة أزمة غير مسبوقة نشبت بين البلدين لها علاقة بالقضية الوطنية، غير أن الأمور سارت بشكل عادي هذه المرة. بوطوالة يرد على ذلك بالقول إن "المخاطر أكبر هذه المرة"، مضيفا أن التشاور لم يحدث بيننا خلال أزمة السويد، عكس هذه المرة التي فتحنا فيها نقاشا، خلصنا فيه إلى الذهاب للعيون والتعبير عن سمو القضية الوطنية فوق كل اعتبار.