قال سفير للاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد اعتمد ما أسماه ب"سياسة جوار" تسعى لبناء شراكة اقتصادية قوية مع دول جنوب البحر المتوسط، بعد التحولات السياسية التي شهدتها منطقة شمال أفريقيا. وأوضح روبيرت جوي، سفير الاتحاد بالمغرب، إن "التحولات السياسية التي عرفتها منطقة شمال إفريقيا خلال الربيع العربي، دفعت الاتحاد الأوروبي إلى اعتماد سياسية جوار تنفتح بشكل أكبر على دول جنوب المتوسط، وتسعى لبناء شراكة اقتصادية قوية تحقق الربح لجميع الأطراف". واعتبر جوي خلال ندوة نظمتها جامعة الرباط الدولية، بالعاصمة المغربية، أن "العلاقة التي تربط المغرب بالاتحاد الأوروبي تتجاوز الشراكة الاقتصادية إلى التعاون في عدد من الملفات والقضايا الاستراتيجية كمحاربة الهجرة غير الشرعية، وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، إلى جانب دعم الإصلاحات التي يقوم بها المغرب في مجال تحقيق العدالة وحقوق الإنسان، والانتقال الديمقراطي". وأضاف السفير الأوروبي أن "المغرب تمكن من الحفاظ على استقراره السياسي ووحدته، في ظل المتغيرات التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وقدم نموذجا شجع الاتحاد الأوروبي على تعميق شراكته الاقتصادية معه"، معتبرا أن وضعية الشريك المتقدم التي يحظى بها المغرب داخل الاتحاد تجعل منه "شريكا غير عادي"، على حد تعبيره. وفي سياق آخر أشار السفير الأوروبي إلى أن الاتحاد يدعم السياسة الجديدة التي اعتمدها المغرب لحل إشكالية الهجرة، وذلك عبر إدماج المهاجرين غير الشرعيين ومنحهم الإقامة واحترام حقوقهم الأساسية، مضيفا أن "الاتحاد قام خلال السنوات الأخيرة بدعم عدد من المشاريع التنموية في المغرب في مجال محو الأمية ودعم الاستثمارات وتطوير المجتمع المدني وغيرها". وشدد روبرت جوي على أن العلاقات الاقتصادية للاتحاد مع المغرب "تبقى متينة وقوية" بالنظر إلى تاريخها والقرب الجغرافي للمغرب من أوروبا.