سارعت الجزائر إلى إعلان الهجوم الدبلوماسي في قلب العاصمة الصربية بلغراد، بعد الاختراق الذي حققه المغرب في هذا البلد الأوروبي. الشرارة الأولى للصراع انطلقت منتصف الشهر الجاري، حين أدلى النائب الأول للوزير الأول ووزير الشؤون الخارجية بجمهورية صربيا، إيفيكا دازيش، بتصريحات خلال زيارة للمغرب، لمح فيها إلى تغير في موقف «بلغراد» من الصحراء، إذ قال، خلال ندوة صحافية بالرباط عقب ملاقاته رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، إن المغرب وصربيا يشاركان وجهات النظر نفسها بخصوص «أهمية احترام الوحدة الترابية للدول». وزارة الخارجية الصربية أصدرت بيانا، يوم الاثنين 20 مارس الجاري، للتوضيح. البيان قال إن «التصريحات التي نُقلت عن إيفيكا دازيش في التقارير الإعلامية الأجنبية، حول موقف صربيا من الصحراء الغربية، قد فُهمت بطريقة خاطئة وأُسيء تأويلها». خطوة لم تقنع الجزائر، حيث قرر رئيس الدبلوماسية الجزائرية، عبد القادر مساهل، التوجه إلى العاصمة الصربية بلغراد، يوم السبت الماضي، من أجل مقابلة الوزيرة الأولى الصربية، أنا برنابيتش. سرعة رد فعل الدبلوماسية الجزائرية وزيارة مساهل المستعجلة لبلغراد، فسرها الباحث في الشؤون الصحراوية، عبد المجيد بلغزال، بأنها «محاولة لتطويق ومحاصرة أي إمكانية لتغير الموقف الصربي بخصوص الصحراء، حتى لا ينعكس على منطقة البلقان، التي تعتبرها الجزائر معقلا لها». وأضاف بلغزال، في تصريح ل« اليوم24 »، أن الجزائر واعية بأهمية صربيا في منطقة شرق أوروبا، لذلك، تعاملت مع تصريحات وزير الخارجية الصربي بجدية رغم صدور البلاغ التوضيحي.