دعا مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إلى إجراء نقد ذاتي وسط البيجيدي بشكل فردي وجماعي، وشدد في كلمة ألقاها، صباح أمس الأحد، في المؤتمر الجهوي لحزبه بجهة البيضاء – سطات، على أنه "لا مناص من النقد الذاتي الفردي والجماعي، والقراءة الجماعية للمرحلة السابقة التي مر منها الحزب بسلبياتها وإيجابياتها، وفي أبعادها السياسية والتنظيمية والأخلاقية وتقييم الاعوجاجات وتصحيح الانحرافات"، في إشارة منه إلى مرحلة إعفاء عبدالإله بنكيران من رئاسة الحكومة. وقال الرميد، الذي ترأس المؤتمر الجهوي في البيضاء بتكليف من الأمانة العامة، "لقد تم تجاوز مرحلة ما قبل المؤتمر الوطني الأخير بنفس إيجابي مطبوع بالجدية والنضالية، مما ليس له نظير في الساحة السياسية الوطنية بسبب الحرص الجماعي على استمرار الحزب في أداء رسالته موحدا"، معتبرا "على أن الاختلاف في وجهات النظر هو ظاهرة حيوية وصحية ودليل تنوع إيجابي، بشرط ألا يتخذ ذريعة في الطعن في الأشخاص أو نياتهم أو التشكيك في نزاهتهم". في جانب آخر، استغل الرميد المؤتمر الجهوي وأطلق إشارات إيجابية منوهة بحرص الملك محمد السادس على التطبيق السليم للدستور. وقال الرميد، الذي طلب من أعضاء حزبه افتتاح مؤتمرهم بالنشيد الوطني، "إننا نعتز باستمرار في ثقة الشعب في حزبنا، ويزداد اعتزازنا بحرص جلالة الملك على المنهجية الديمقراطية والتطبيق السليم للدستور، بتعيين أخينا الأستاذ عبدالإله بنكيران أميننا العام رئيسا للحكومة في المرحلة الأولى والثانية، وبعده تعيين رئيس المجلس الوطني أخينا الأستاذ سعد الدين العثماني، دون اللجوء إلى خيارات أخرى"، والتي "كانت ستكون وبالا على بلادنا وعلى مسارها الديمقراطي، وكانت ستمثل منعطفا سيئا في ديمقراطيتنا، لذلك نؤكد على حكمة جلالة الملك التي كانت على الدوام حصنا حصينا لاستقرار بلادنا بعد الله عز وجل وديمقراطيتها الفتية". وأشاد الرميد، ب"التفاف عموم المواطنين حول حزب العدالة والتنمية، فيما بوؤوه الصدارة في المشهد السياسي إبان الانتخابات الجماعية سنة 2015 والانتخابات النيابية لسنة 2016 ، وهو ما يلقي على عواتقنا أعباء ثقيلة من المسؤولية للوفاء بالالتزامات وأداء الأمانات خدمة لبلادنا ومواطنينا بكل التجرد والصدق، الذي ينبغي أن يتحلى به كل المواطنات والمواطنين الصادقين". كما حذر الرميد من الانقسامات التي عرفها البيجيدي ما بعد إعفاء بنكيران، مؤكدا على أنه "كلما تراجعت وحدة الكلمة وتنافرت القلوب وساد التنابز بالألقاب وكثرت الغيبة والنميمة والتحاسد وعم الاختلاف، إلا وذهبت هيبة الحزب وتحولت لا قدر الله انتصاراته إلى انكسارات، وذهبت ريحه كما ذهبت ريح غيره، ولنا جميعا عبرة ممن كانت أحزابهم ملأ السمع والبصر، فأصبحت بسبب تنافسهم على الغنائم وتهاوشهم أثرا بعد عين"، واستدل الرميد بقول الشاعر: "فإذا أصيب القوم في أخلاقهم – فأقم عليهم مأتما وعويلا". وأوضح الرميد، وهو يحذر من الانقسامات التي عرفها حزبه، بأن "فضاءات الحزب ومؤسساته هي الفضاءات المناسبة للحوار، بين وجهات النظر المختلفة في التزام بالمقتضيات القانونية والأخلاقية الناظمة لعمل الحزب والمتمثلة في تحري الصدق والإنصاف وحفظ أمانة المجالس والتداول داخل الهيئات والتعبير المسؤول عن الآراء داخلها لا خارجها". ودعا الرميد في مؤتمر البيضاء، الذي تم بعيدا عن أعين الصحافة، إلى إنجاح الحوار الوطني الذي سيطلقه البيجيدي قريبا، مؤكدا في كلمته لأعضاء الحزب "ينبغي أن نتعبأ جميعا لإنجاحه وتحقيق غاياته"، مشددا على أن "أحد أهم أسس قوة حزب العدالة والتنمية، وشرط نجاحاته هو وحدة صفه واجتماع كلمته، إضافة إلى ما ميز أعضاءه رجالا ونساء في التفاني في خدمة الصالح العام والقرب من المواطن، والارتفاع في منسوب النزاهة والاستقامة"، مؤكدا على أنه "كلما استمرت هذه الخصال وتعززت، كلما راكم الحزب الانتصارات، وتبوأ المراتب المتقدمة"، معتبرا بأن مؤتمرات حزبه هي "مناسبة سانحة لكل المناقشات المسؤولة والانتقادات المفيدة بنفس إيجابي بناء".