كشفت معطيات جديدة أن الأجهزة الأمنية المغربية والبريطانية والإسبانية، رفعت من مستوى التنسيق والتعاون من أجل مواجهة توغل وتصاعد نفوذ شبكات تهريب الحشيش المغربي في مضيق جبل طارق، لاسيما بعدما أصبح المهربون يلجؤون إلى العنف لمنع إيقافهم من قبل الأمن. أكثر من ذلك، وحد الحشيش المغربي صفوف الخصوم السياسيين بإسبانيا، إذ من المنتظر صدور مرسوم ملكي إسباني، من أجل حجز كل القوارب والزوارق والدرجات المائية المشتبه في نقلها الحشيش، وتدمير البنية التحتية لشبكات التهريب، ونشاطاتها الاقتصادية في إسبانيا والمغرب وجبل طارق التابع للسلطات البريطانية. هذا ما كشفته صحيفة "إلباييس" الإسبانية. المصدر أوضح أنه "بعد عقود من تهريب آلاف الكيلوغرامات من الحشيش القادم من المغرب، تتوقع الحكومة الإسبانية تقليص نشاط تهريبه من خلال تعاون وثيق مع المغرب وسلطات جبل طارق لمحاصرة المافيا". وأضاف أن الحكومة تريد كسب المعركة ضد مهربي المخدرات الذين لجؤوا في الأشهر الأخيرة إلى استعمال العنف في الجنوب الإسباني. كما تسعى إلى استنبات الأمن في منطقة "كامب جبل طارق" التي تسيطر عليها هذه الشبكات الإجرامية. وزير الداخلية الإسباني، خوان إغناسيو ثويدو، المنتمي للحزب الشعبي الحاكم، اجتمع بالقيادة البارزة في الحزب الاشتراكي ورئيسة جهة الأندلس، سوثانا دياث، مساء أول أمس الاثنين بأشبيلية، من أجل توحيد الصفوف لمواجهة أباطرة الحشيش المغربي، حيث أكد أن الداخلية تنسق مع وزارة المالية والجمارك من أجل تدمير البنيات التحتية لشبكات الحشيش، وتفكيك شبكاتها الاقتصادية، أي أن الاستراتيجية الجديدة لن تقتصر على حجز الحشيش، بل تعقب الأموال التي يجرها وراءه في إسبانيا والمغرب وجبل طارق. وأشار الوزير الإسباني إلى أن الحكومة ستصدر في الأسابيع المقبلة مرسوما ملكيا يقضي بتعقب وحجز كل القوارب والزوارق والدرجات المائية التي يشتبه في استعمالها من قبل المهربين لشحن الحشيش من السواحل المغربية. ووصف الوزير الإسباني تهريب الحشيش ب"الظاهرة المعقدة"، مبرزا أن "الأمن أساسي، والرسالة واضحة: دولة القانون قائمة في كل الأندلس من أجل استدراك التعايش السلمي"، الذي بدأت تهدده المافيا في الآونة الأخيرة. وأكد الوزير أن محجوزات الحشيش ارتفعت ب45 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. بدورها، أكدت سوثانا دياث أن الاستراتيجية الجديدة تهدف إلى عدم التساهل مع مهربي الحشيش، مبرزة: "عندما يواجه بعض الأفراد الدولة، يكون على الدولة أن تنتصر دوما. وعندما توحد كل الإدارات صفوفها، ينتصر المواطنون دوما"، في إشارة إلى أن محاربة الحشيش المغربي تفرض توحيد الصفوف رغم الاختلافات السياسية.