تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة الميز العنصري، صدرت دراسة حديثة تحدد آراء المغاربة ورؤيتهم للمهاجرين الأفارقة الذين اختار الآلاف منهم الاستقرار في المغرب، محددة مخاوفهم من موجة الهجرة من دول جنوب الصحراء نحو المدن الكبرى المغربية، ومترجمة إياها إلى أرقام صادمة. وتقول الدراسة التي صدرت اليوم عن صحيفة "ليكونوميست" ومكتب "سونارجيا"، إن أغلب المغاربة المستجوبين يعتبرون أن "ظاهرة المهاجرين الأفارقة تساهم في تنامي الشعور باللاأمن، بالسرقة والتسول والمشاحنات"، فيما تتجه فئة أخرى ممن استطلعت الدراسة آراءهم إلى اعتبار موجة تدفق المهاجرين "تنافسا في سوق الشغل، ويدا عاملة مكونة وأقل كلفة من اليد العاملة المغربية". وعن المدن المغربية التي ترحب أكثر بالمهاجرين الأفارقة، تقول الدراسة إن الرباط أكثر المدن المغربية ترحيبا بالمهاجرين الأفارقة، تليها مدن الحسيمة ومدن الشرق، فيما صنفت الدراسة مدن الجنوب والدار البيضاء وفاس ومكناس، أقل المدن المغربية ترحيبا بالقادمين من دول افريقيا جنوب الصحراء، وأكثرها وضعا ل"فيتو" على استقبالهم. وعن أكثر الفئات التعليمية من المجتمع المغربي ترحيبا بالمهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء، تقول الدراسة إن المغاربة ممن لا يملكون أي مستوى دراسي هم الأكثر ترحيبا بالوافدين من افريقيا جنوب الصحراء، بنسبة 44 في المائة، تليها فئة الحاصلين على مستوى ابتدائي بنسبة 42 في المائة، فيما لا تتجاوز نسبة الحاصلين على تعليم جامعي ممن يشجعون فتح أبواب المغرب للمهاجرين الأفارقة 36 في المائة. في السياق ذاته، أطلقت جمعية الأيادي المتضامنة بتطوان، بالتعاون مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، اليوم الأربعاء، حملة لمحاربة العنصرية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الميز العنصري، الذي يصادف يوم 21 مارس من كل سنة، لمحاصرة مظاهر التضييق على المهاجرين بدافع عنصري، والقضاء على المفاهيم العنصرية، وتعزيز دور المهاجرين و خلق فضاءات للتمازج الثقافي و التثاقف الحضاري و التقرب من المهاجرين المقيمين بالمغرب. ومنذ سنة 2014، أطلق المغرب المرحلة الأولى من عملية تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين الغير شرعيين المقيمين على أراضيه، وهي العملية التي مكنت 18 ألف مهاجر من تسوية وضعيته، و25 ألف آخرين استفادوا من نفس الخدمة سنة 2016، فيما يصل عدد الأفارقة المقيمين اليوم في المغرب إلى 80 ألف شخص، بين مهاجر شرعي وغير شرعي ولاجئ أو طالب للجوء.