قال عدي ليهي، رئيس جمعية أفريكا للتنمية وحقوق الإنسان، في تصريحات هاتفية لهسبريس إنه من المُستغرب أن تندد الدولة المغربية بالميز العنصري الذي يطال مواطنيها المهاجرين في عدد من البلدان الأوربية، فيما هي تمارس هذا الميز العنصري نفسه على مهاجري دول الجنوب"، ويقصد المهاجرين "الأفارقة" جنوب الصحراء بالمغرب. ووصف الناشط الحقوقي التعامل المغربي الشعبي مع هؤلاء المهاجرين "الأفارقة" بكونه تعامل عنصري، مضيفا بأنه "لا يُعقل أن يمارس الإنسان العنصرية في حق الغير، ويطالب في الوقت ذاته بمحاربة الممارسات العنصرية عندما يتعلق الأمر بالمس بكينونته ووجوده، باعتبار أن حقوق الإنسان كلُّ لا يقبل التجزيء". واستطرد ليهي بأن جمعية أفريكا للتنمية وحقوق الإنسان سبق لها أن أصدرت بيانات عديدة تندد بالممارسات العنصرية التي تطال مهاجري دول الجنوب، وبالمعاملات غير الإنسانية التي تهدد حقوقهم المشروعة، خاصة في ما يرتبط بالمعاجلة الأمينة الصرفة لوجود هؤلاء المهاجرين، وهو ما يُعرضهم لكثير من التجاوزات الحقوقية والمآسي الاجتماعية والنفسية. وتابع المتحدث بأن العنصرية التي تلحق بمهاجري دول الجنوب بالمغرب لا توجد في التعامل الشعبي اليومي، بل تهيمن حتى على ذهن عدد من المثقفين والإعلاميين ونخُبة المجتمع، مستدلا ببعض الصحف والمجلات التي وصفت المهاجرين الأفارقة ب"الجراد الأسود" مثل صحيفة "الشمال"، أو "الخطر الأسود" الذي جاء في الغلاف الرئيسي لمجلة "ماروك إيبدو". وتساءل ليهي بأنه إذا كانت هذه الصورة الذهنية النمطية لمهاجري دول الجنوب موجودة عند نخبة المجتمع وزبدته من مثقفيه ومفكريه وإعلامييه، فكيف ستكون الصورة ذاتها عند عامة الناس العاديين في الأحياء الشعبية التي توجد في ضواحي عدد من المدن حيث يعيش هؤلاء المهاجرون. ولفت رئيس جمعية أفريكا إلى أنه سبق للجمعية أن التمست من الحقوقيين المغاربة تصحيح مفهوم المهاجرين الأفارقة، مشيرا إلى أنه يتعين تسميتهم بمهاجري دول الجنوب وليس المهاجرين الأفارقة، باعتبار أن المغرب دولة إفريقية والحديث عن مهاجرين أفارقة يوحي كأن المغرب ليس إفريقيا. وجدير بالذكر أن هيئات حقوقية أدانت أخيرا ما وصفته ب""الانتهاكات الخطيرة" لحقوق الإنسان التي يتعرض لها المهاجرون والمهاجرات الأفارقة جنوب الصحراء بالمغرب، مطالبة السلطات بالوقف "الفوري لكل الاعتداءات والاعتقالات والترحيلات التعسفية في حقهم"، والتي تضرب في الصميم التزامات المغرب الذي صادق على العديد من المواثيق والعهود الدولية"، بحسب تعبير هذه المنظمات الحقوقية. وكانت أنباء إعلامية قد كشفت أخيرا عن تهجير المئات من المهاجرين والمهاجرات من دول جنوب الصحراء إلى الحدود المغربية الجزائرية، حيث يتم تركهم هناك في الخلاء "وفي ظروف لا إنسانية"، وفق ما أكدته هيئات حقوقية عديدة.