قبل حوالي عام على موعد الانتخابات الرئاسية، بدأت مسألة خلافة الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، تطغى على نقاشات الموريتانيين، وذلك منذ أن أعلن عن عدم ترشحه إلى ولاية ثالثة، وبرزت عدة أسئلة تطرح حول هويات مرشحي الرئاسيات القادمة، بحسب ما جاء في موقع "العربية. نت". وكان ولد عبد العزيز أعلن نهاية الشهر الماضي، خلال حوار مع مجلة "جون أفريك" الفرنسية، نيتّه عدم الترشح للانتخابات الرئاسية 2019، وذلك التزاما منه بنصوص الدستور التي حددت مأموريات الرئاسة الرئيس بولايتين فقط. هذا القرار الذي لاقى ترحيبا واسعا داخل الأوساط السياسية الموريتانية خاصة المعارضة، صاحبته تساؤلات كبيرة حول هوية الوريث أو الخليفة المحتمل لولد عبدالعزيز، وسط توقعات بأنّه لن يخرج من الدائرة المقربة للرئيس وسيكون واحدا من العسكريين المحيطين به، وأنّ الرئيس هو الذي سيختار مرشحا لخلافته. وفي رد على سؤال "جون أفريك"، عن الاسم المطروح الذي سيتوّلى الرئاسة، أوضح الرئيس ولد عبد العزيز أن هذا الأمر متروك للمستقبل ولكن كل المواطنين يستطيعون الترشح ثم قال "سأدعم أحدهم". دائرة الرئيس المقربة وفي هذا السياق، توقع الناشط السياسي أحمد لوليد، أن تظل السلطة في الإطار الضيق للرئيس الحالي، مضيفاً أن الانتخابات الرئاسية المنتظرة "ستشهد تثبيت نفس النظام الحالي لكن برأس جديد"، خاصة أن المعطيات الحالية تشير إلى أنّ أحزاب المعارضة "لن تستطيع التوحد والاصطفاف وراء مرشح واحد ودعمه، باعتبار أنَّ زعيميها مسعود ولد بلخير، وأحمد ولد داداه، سيكونان خارج حلبة المنافسة، نظرا لتجاوزهما السن القانونية للترشح". وأشار لوليد إلى أنّ "ولد عبد العزيز وحزبه سيدعمان قائد الأركان محمد ولد الغزواني"، مبيناً أنه "أكثر اسم متداول إلى الآن والتي تشير الأنباء إلى أنه سيحال إلى التقاعد نهاية العام الحالي للتفرّغ للانتخابات"، موضحا أن ولد عبد العزيز "سيبقى في الواجهة السياسية من خلال رئاسة الحزب الذي يتم تهيئته ليكون الحزب الحاكم الحقيقي". وبدوره، قال المدون، أحمد ولد الشيخ ديدي، إن التنافس على خلافة ولد عبد العزيز "سيكون منحصرا بين قائد أركان الجيوش محمد ولد الغزواني، والعقيد المتقاعد الشيخ ولد بايه"، مبينّا في تدوينته أن "كلاهما يرتبطان بعلاقات خاصة وقريبة من الرئيس الحالي وينتميان إلى مناطق ذات ثقل شعبي، ويحظيان بثقة كبيرة في دائرة القرار داخل الدولة، كما أنهما يمتلكان علاقات إقليمية ودولية"، مشيرا إلى أن ولد عبد العزيز سيكون" مجبرا للانحياز لواحد منهما وترشيحه". أمّا المدوّن محمد الأمين الفاضل فقد رأى أن سيناريوهات خلافة ولد عبد العزيز تبقى غامضة قائلا في تدوينة له إن "طريقة البقاء في المشهد السياسي، تبقى حمّالة لعدة أوجه، فهناك من يتحدث عن إمكانية تغيير النظام السياسي من نظام رئاسي إلى نظام برلماني مع منح رئاسة الحزب ورئاسة البرلمان للرئيس "السابق" ولد عبد العزيز، وهناك من يتحدث عن البقاء من خلال الوزارة الأولى". وتجدر الإشارة إلى أنّ موريتانيا تشهد العام الحالي انتخابات نيابية ومحلية، فيما ينتظر أن تشهد منتصف عام 2019 انتخابات رئاسية