عبر فيلمه "وليلي"، الذي دخل غمار التنافس على جوائز المهرجان الوطني لسنة 2018، ينتقد المخرج والممثل فوزي بنسعيدي الأوضاع الاجتماعية في المغرب، ويبسط مظاهر الفقر والبطالة والعنف نتيجة التهميش، وينتقل فوزي أيضا نحو الفوارق الاجتماعية التي سببها النهب والنصب من قبل مسؤولين استغلوا مناصبهم ليصبحوا أصحاب ممتلكات وثروات هائلة، يرفلون في النعيم مستغلين ضعف المحاسبة أو انعدامها ليطغوا ويسحقوا كل من يرفع رأسه نحوهم من أبناء الوطن. وترصد قصة "وليلي" أو "فولوبوليس"، التي يصور عبرها فوزي بنسعيدي المدينة المغربية بطريقة يميل فيها إلى رصد المتناقض، خبايا العلاقات العاطفية في المجتمع المغربي، المتناقضة أطيافه، وذلك في قالب درامي مشوق ومثير. ويروي الفيلم حكاية شابين، عبد القادر، (جسده بتميز محسن مالزي)، ومليكة (شخصتها ببراعة نادية كوندا)، تجمعهما قصة حب، يحلمان بالزواج والعيش معا، إلا أن عبد القادر سيعيش أحداثا عنيفة، تقوده إلى الانتقام، بعدما تنقلب أمنياته رأسا على عقب، تحت سطوة نافذين أثرياء. وكتب سيناريو الفيلم، الذي تصل مساحته الزمنية إلى 106 دقائق، فوزي بنسعيدي نفسه، فيما أدى الأدوار الرئيسة، إلى جانب محسن مالزي ونادية كندة، كل من الممثل المبدع عبد الهادي الطالب، والفنانة نزهة رحيل، ومنى فتو، وفوزي بنسعيدي، ومحمد الشوبي، ومحمد صويلح، وجميلة رشيق، وآخرين. وفي جزء من قراءة للمعنى داخل الفيلم، يقول الناقد السينمائي، محمد اشويكة، إن حياة البطلة تنقلب ب«انقلاب حياة عشيقها، المطمئن إلى وضعه رغم كل شيء، رأسا على عقب، وذلك بعد عودته إلى مقر عمله الأول، الذي طرد منه بعد صفعه زوجة رجل نافذ في المدينة إثر إهانتها إياه، وهو المخلص الصادق المتفاني، ومن ثَمَّةَ الاعتداء عليه بشكل وحشي ثم طرده من العمل.. يعود فيتحدث إلى الحارس الجديد الذي حل محله، لكن كلامه سيكون بمثابة المونولوج ذي النفحة التأملية الفلسفية المنتقدة لخواء الروح، وعماء البصيرة الإنسانية التي أغوتها المظاهر البراقة، وأتلفتها الماديات، فانقادت إلى كل ما هو زائف وعَرَضِي دونما أي تفكير في الإنصاف والعدالة أو الصفح بعد التجبر. ويكون حادث الاعتداء دافعا رئيسا إلى تغيير حياة البطل والبطلة معا». وبناء على ذلك، فإن الفيلم، حسب اشويكة، «ينبني على أطروحة مفادها أن الإجرام صناعة اجتماعية خالصة، له دوافعه ومبرراته التي تنتعش في بيئة موسومة بالظلم وغياب العدالة، فيتحول الأشخاص العاديون المسالمون، إلى أفراد منتقمين نتيجة امتلاء قلوبهم بالضغينة، وارتفاع درجة الإحساس بالظلم الذين تعرضوا له في حياتهم. هكذا تستيقظ الهواجس الشريرة، وتتسرب الأفكار السوداوية إلى الذهن، فيجد الفرد نفسه مندفعا بشكل غير اعتيادي إلى الاقتصاص لذاته، وتكون السينما قادرة على تعميق البحث في كشف دوافع الشر وتجذره في الذات الإنسانية».