رغم الإنزال الأمني الذي شهده وسط مدينة جرادة، إلا أن المحتجين تمكنوا من تنفيذ مسيرتهم الإحتجاجية، بعدما غيروا مسارها. وبالإضافة إلى التعزيزات الأمنية التي وصلت إلى المدينة في اليومين الماضيين، للحد من الإحتجاجات التي تعرفها المدينة، رصدت كاميرات النشطاء، شاحنة خرطوم المياه التي تستعمل عادة في مكافحة الشغب. ويؤكد النشطاء، بأن مطالبهم اجتماعية لا تستدعي كل هذا التواجد الأمني، فمنذ إنطلاق الحراك لم يسجل على حد تعبيرهم أية أعمال يمكن أن تصنف في خانة "أعمال الشغب والفوضى". وشارك في المسيرة وفق مصادر محلية، الألاف من المحتجين، الذين رفعوا شعارات منددة بما سموه المقاربة الأمنية في التعامل مع احتجاجاتهم السلمية التي انطلقت قبل 3 أشهر ، عقب وفاة الشقيقين الحسين وجدوان الدعيوي في أحد أبار الفحم الحجري. وطالب المحتجون أيضا، من السلطات الإفراج عن المعتقلين الثلاثة الذين أوقفتهم مصالح الأمن بالمدينة قبل أيام، مشيرين إلى أن توقيفهم يأتي على خلفية نشاطهم في الحراك الشعبي. وكانت المحكمة الإبتدائية بمدينة وجدة، قد أجلت النظر في ملف المعتقلين، مصطفى أدعنين، وأمين أمقلش، وعزيز بودشيش، إلى جلسة يوم الإثنين المقبل 19 مارس. وقالت النيابة العامة بأنها إرتأت متابعة المعنيين، في حالة اعتقال بالنظر للتهم الموجهة إليهم، وأنه لا علاقة لهذه التهم بنشاطهم في ما يسمى "بالحراك" في جرادة.