بعد المواجهات الدامية بين الطلبة القاعديين والطلبة الإسلاميين في أبريل 2014 بفاس، والتي عرفت مصرع طالب منظمة التجديد الطلابي عبد الرحيم الحسناوي، تجددت المواجهات بين الطرفين، حيث عاش المركب الجامعي سايس الواقع وسط الحي البورجوازي بطريق إيموزار بفاس، مساء أول أمس الأربعاء، حالة احتقان وفوضى بسبب اندلاع مواجهات عنيفة بين فصيل الطلبة القاعديين "البرنامج المرحلي"، وطلبة جماعة العدل والإحسان، استمرت حتى وقت متأخر من ليلة الأربعاء/ الخميس الأخيرة، وخلفت أزيد من 20 مصابا بجروح متفاوتة بين الطرفين من بينهم طالبات. وبحسب المعلومات والصور التي حصلت عليها "اليوم24" من مصادر قريبة من الموضوع، فإن المواجهات التي استعملت فيها بين الطرفين المتناحرين الحجارة والعصي والسلاسل الحديدية، اندلعت بكلية الآداب التابعة للموقع الجامعي الجديد "سايس"، والذي يبعد بمسافة طويلة عن الموقع الجامعي التاريخي "ظهر المهراز"، مما تسبب في حالة من الرعب والخوف وسط الطلبة والأساتذة بالكلية، أغلبهم فروا وتحصنوا داخل قاعات الدراسة والمدرجات، فيما تعرضت سيارات الأساتذة والموظفين للكسر خلال تبادل طلبة الفصيلين المتناحرين لعمليات الرشق بالحجارة. وأضافت المصادر نفسها، أن المواجهات بين الطلبة القاعديين وطلبة "الشيخ ياسين"، انتقلت إلى الشوارع والأزقة المحيطة بكلية الآداب بالحي البورجوازي بفاس، مما أدى إلى شل حركة السير بالطريق الرئيسية الرابطة بين وسط مدينة فاس ومطارها الدولي واتجاهات أخرى، مما تطلب إنزالا أمنيا بالمنطقة، حيث طوقت عناصر الأمن كلية الآداب وأرغمت الطلبة الذين حولوا الحي إلى "حلبة للمصارعة" على الفرار بعيدا. وحول أسباب هذه المواجهات التي تفجرت بين "الطلبة القاعديين" و"الطلبة العدليين" بموقع سايس، كشف قيادي بفصيل الطلبة القاعديين "البرنامج المرحلي"، فضل عدم ذكر اسمه، في اتصال هاتفي أجرته معه "اليوم24″، بأن "رفاقه فتحوا صبيحة يوم أول أمس الأربعاء، حلقية للنقاش حول البرنامج الذي يعتزم فصيل الطلبة القاعديين "البرنامج المرحلي" تجسيده بكلية الآداب بسايس احتفاء باليوم العالمي للمرأة، حيث فوجئوا، يضيف القيادي بفصيل القاعديين، بهجوم شنه طلبة "جماعة العدل والإحسان" على حلقية الرفاق، مما خلف، كما قال، إصابة 10 طلبة من القاعديين والمتعاطفين معهم بجروح متفاوتة الخطورة من بينهم 6 طالبات من "البرنامج المرحلي". من جهته، قال مصدر قريب من الموضوع، إن الطرف الثاني في المواجهة، وهم طلبة العدل والإحسان والذين يتوفرون على قاعدة كبيرة من أنصارهم وسط الطلبة والمتعاطفين معهم بكليات الموقع الجامعي سايس، في مقابل سيطرة الطلبة القاعديين على موقع ظهر المهراز، كانوا قد تعرضوا (أي الطلبة العدليين) قبل أسبوع من الآن لهجوم نفذه ضدهم الطلبة القاعديون وأرغموهم على إخلاء كلية الآداب بسبب خلاف بين الطرفين حول معركة مقاطعة وجبات المطعم الجامعي بسايس دعا إليها القاعديون، احتجاجا على الشركة التي تدبره لمطالبتها بتحسين الوجبات كما وكيفا، وممارسة ضغوط على الإدارة لتعميم بطاقات الحصول على تذاكر المطعم على كافة الطلبة. طلبة العدل والإحسان، يضيف المصدر نفسه، عارضوا خطوة القاعديين مما عرضهم لهجوم عنيف منذ أسبوعين، لكنهم أعدوا العدة وفاجؤوا القاعديين بإنزال كبير يوم أول أمس الأربعاء بكلية الآداب، وذلك لاستعادة موقعهم بالكلية عشية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، حتى يتمكنوا، بحسب مصدر قريب منهم، من تخليد هذه المناسبة الأممية، استجابة للدعوة التي وجهها فصيل طلبة العدل والإحسان لأعضائه ومناضليه على صعيد المواقع الجامعية، في بيان نسبوه "للاتحاد الوطني لطلبة المغرب" والاحتفاء بالطالبة المغربية. إلى ذلك، تفيد آخر الأخبار التي حصلت عليها "اليوم24″، أن حالة الاحتقان عمت منذ الساعات الأولى من صباح يوم أمس الخميس بالموقع الجامعي "سايس" بفاس، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، حيث بسط طلبة العدل والإحسان سيطرتهم على كلية الآداب، فيما غاب عنها الطلبة القاعديون" البرنامج المرحلي"، والذين أرغموا، بحسب ما كشف عنه أحد قيادييهم اتصل بالجريدة، على تعليق برنامج احتفالهم بعيد المرأة الأممي بموقع "سايس" الجامعي، وذلك بسبب الإنزال غير المسبوق الذي نفذه "الطلبة العدليون" وأنصارهم بالكلية منذ صباح يوم أمس الخميس.