التقى وفد مغربي، يقوده وزير الخارجية ناصر بوريطة، يوم أمس بالعاصمة البرتغالية لشبونة، المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كوهلر. اللقاء، الذي جرى بعد مفاوضات عسيرة حول مكانه وتوقيته، يأتي شهرا واحدا قبل الموعد السنوي الذي يفتح فيه مجلس الأمن الدولي ملف الصحراء، حيث إن الرئيس الألماني السابق، هورست كوهلر، مطالب بتقديم أول تقرير له حول هذا الملف، سيسلّمه رسميا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتريس، شهر أبريل المقبل. بوريطة الذي كان مرفوقا بالممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، ورئيسي جهتي العيون-الساقية الحمراء والداخلة-وادي الذهب، جلس إلى كوهلر ومساعديه المقرّبين، داخل قاعة صغيرة بفندق «ألتيس كراند هوتل»، بالعاصمة البرتغالية لشبونة. أولى الرسائل التي بعثها المغرب من خلال هذا اللقاء، هي رفض الصيغة الأولى التي اقترحها كوهلر، الذي كان قد دعا طرفي النزاع إلى ملاقاته بالعاصمة الألمانية برلين، شهر يناير الماضي. دعوة حاولت جبهة البوليساريو تصويرها على أنها إيذان بانطلاق مفاوضات مباشرة بينها وبين المغرب، وهو ما نفته الرباط بشدة. رسالة أخرى وجهها المغرب من خلال هذا اللقاء، تتمثل في اختيار رئيسي جهتي الصحراء باعتبارهما منتخبين بطريقة ديمقراطية ويمتلكان، بالتالي، صفة تمثيل سكان الإقليم. كما حرص بلاغ الخارجية المغربية، الذي أعلن اللقاء، على التذكير بالخطوط الحمراء التي تضمنها الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، والتي ترفض أي خروج لمسار التسوية الأممي عن الإطار الذي يحفظ المصالح العليا للمغرب.