تمكن 280 مهاجرا ولاجئا سريا من الوصول بحرا، فيما لقي 33 مهاجرا، ولاجئا حتفهم غرقا في البحر، أو ظلوا في عداد المفقودين، فيما فشل أزيد من 1400 مهاجر ولاجئ من الوصول بسبب فشلهم في اقتحام السياجات الحدودية لسبتة على إثر الطوق الأمني، الذي تفرضه السلطات الأمنية المغربية، والإسبانية على حدود المدينتين المحتلتين. ونشرة دينامية الهجرة لشهر فبراير 2018، التي يصدرها مرصد الشمال لحقوق الإنسان "ONDH"، سجلت محاولة وصول أزيد من 1712 مهاجرا غير نظامي إلى أوربا، مقابل 1104 خلال يناير من السنة نفسها، 95 في المائة منهم، متحدرين من دول جنوب الصحراء، مقابل 4 في المائة مغاربة، و1 في المائة، آخرون "لاجئي الروهينغا وجزائريين". وأبرز مرصد الشمال ارتفاع عدد المهاجرين، واللاجئين، الذين يحاولون الوصول إلى أوربا انطلاقا من المغرب، باعتباره ممرا آمنا، ونظرا إلى وجود خيارات متعددة، عن طريق قوارب الموت، أو باقتحام السياجات الحدودية لمدينتي، سبتة ومليلية المحتلتين، وتشديد المراقبة الأمنية من طرف السلطات الإيطالية على المهاجرين، الذين يتخذون ليبيا ممرا لهم، ونزوح المئات منهم نحو المغرب خوفا من إبعادهم من طرف السلطات الجزائرية نحو حدودها الجنوبية. وبخصوص الفئات المعنية، فإن الرجال هيمنوا ب 96 في المائة، مقابل ارتفاع للنساء ب 3 في المائة، والقاصرين ب1 في المائة، مقارنة بيناير الماضي. وتوزعت محاولة المهاجرين الوصول إلى الضفة الأخرى مناصفة بين الشمال الشرقي، والشمال الغربي للمغرب ب 12 محاولة من كل اتجاه. وحسب المصدر ذاته، فإن 75 في المائة من المهاجرين عمليات وصولهم إلى أوربا تمت بحرا ( 18محاولة من أصل 24 )، مما أدى إلى وفاة 33 مهاجر، غرقا، 20 شخصا منهم في محاولة واحدة انطلاقا من سواحل الناظور، فيما قام المهاجرون بأربع محاولات لاقتحام السياجات الحدودية جميعها تخص مدينة سبتةالمحتلة، وهو ما يشكل 17 في المائة، محاولة مقابل 8 في المائة فقط عن طريق محاولة التهريب بواسطة السيارات. وتعتبر نشرة دينامية الهجرة فبراير 2018 النشرة الثانية، التي يصدرها مرصد الشمال لحقوق الإنسان، وتتوخى تدارك النقص الحالي في الإحصائيات، والمعطيات الخاصة بالظاهرة، عبر رصد وضعية الهجرة، والمهاجرين في شمال المغرب بصفة خاصة، من خلال جمع المعطيات والوقائع، والإحصائيات، وتحليليها وتفسيرها، قصد معرفة دينامية الهجرة بغرب البحر الأبيض المتوسط، واستشراف مستقبلها، ووضع ذلك رهن إشارة الباحثين، والمختصين.