غليان كبير تعيشه مدينة تالسينت التابعة لإقليم فكيك، بسبب الاحتجاجات المتواصلة حتى الآن، يقودها سكان "قصر غزوان" بضواحي المدينة، خرجوا منذ يوم الاثنين الأخير للاحتجاج ضد أشغال إحداث ثقب مائي شرع في إنجازه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ضمن مخطط الوزيرة أفيلال لمعالجة أزمة العطش بمدينة تالسينت، التي سبق للوزارة أن أحصتها صيف 2017 ضمن ال37 مركزا على الصعيد الوطني، التي تعاني من اضطرابات في التزود بالماء الصالح للشرب. وفي هذا السياق، قال مصطفى اللعبي، عضو "التنسيقية المحلية للدفاع عن مياه الشرب لقبائل غزوان بتالسينت"، في اتصال هاتفي أجرته معه أخبار اليوم"، إن "تحرك السكان الغاضبين جاء بغرض الدفاع عن حقهم في الحياة، وممارسة مزيد من الضغط على السلطات لإلغاء عملية إحداث ثقب مائي عشوائي"، بعين عتيق الواقعة بتراب دوار غزوان لجر المياه لساكنة مدينة تالسينت تبعد عنه بحوالي 7 كيلومترات، في مقابل تعطيش سكان الدوار، بحسب تعبير المتحدث باسم المحتجين الغاضبين. وشدد عضو التنسيقية على أن "العين التي اختارها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لمعالجة أزمة العطش بمدينة تالسينت، تعتبر المزود الرئيسي لساكنة الدوار التي تزيد عن 3 آلاف فرد ينتمون إلى 300 عائلة، باتت بحسبه مهددة بالعطش وبالهجرة، لأن إحداث الثقب بهذا المصدر الاستراتيجي للمياه بغزوان، يردف نفس المتحدث، سيتسبب في تجويف مياه "عين عتيق" التي يشرب منها سكان الدوار عن طريق جمعية غزوان للتنمية والتضامن، والتي تدبر ضمن مشروع للتنمية البشرية عملية توزيع المياه على أزيد من 300 دار، فيما تُسقى من مياه نفس العين أزيد من 8 آلاف شجرة من الزيتون تم غرسها ضمن المخطط الوطني للمغرب الأخضر. هذا وهدد السكان الغاضبون بحسب ما نقله عنهم للجريدة عضو "التنسيقية المحلية للدفاع عن مياه الشرب لقبائل غزوان بتالسينت"، بمواصلة وتصعيد احتجاجاتهم ضد إحداث الثقب المائي والدخول في اعتصام مفتوح بالمكان الذي تجري فيه الأشغال بمرتفعات "تاملوكت" التي تخرج منها مياه "عين عتيق"، حيث منحوا بحسب مصدر الجريدة مهلة قصيرة لمعالجة ملف مياه العين، والبحث عن مكان آخر باتفاق مع سكان المنطقة لإحداث ثقب جديد يراعي مصالح المحتجين، ويمكن السلطات من تزويد سكان مدينة تالسينت بالماء الشروب. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الجريدة من مصدر قريب من الموضوع، فإن أفراد لجنة تابعة لمصالح المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بوجدة وفكيك، سبق لهم أن زاروا نهاية سنة 2017 المنطقة، عقب إطلاق كاتبة الدولة المكلفة بالماء شرفات أفيلال لعمليات التدخل الاستعجالي بالمراكز ال37 على الصعيد الوطني، والتي تعاني من اضطرابات في التزود بالماء الصالح للشرب، منها مدينة تالسينت، حيث اتفقت اللجنة المختلطة ضمن السلطات المحلية ومصالح المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، على إحداث ثقب مائي بالقرب من نفس البئر التي يستغلها المكتب الوطني بقصر غزوان، غير أن عملية الحفر، تضيف نفس المعطيات، أسفرت عن وجود كمية قليلة من المياه بنسبة 8 لترات في الثانية، وهو ما دفع مصالح المكتب الوطني إلى تغيير مكان الثقب إلى رأس مرتفع "تاملوكت" الذي يزود "عين عتيق"، لتوفرها على مؤشرات إيجابية في فرشتها المائية الباطنية، قبل أن يواجه المكتب الوطني للماء احتجاجات تفجرت بمجرد علم سكان قصر غزوان بأشغال الحفر التي تمت، كما يقولون، "في غفلة منهم". هذا وسبق لكاتبة الدولة المكلفة بالماء، أن كشفت في خروجها الإعلامي الأخير، بأن وزارتها وبهدف تجنب الاحتجاجات التي عرفتها بعض المناطق خلال الصيف الفارط، بسبب النقص في الموارد المائية، خاصة بالمناطق القروية والجبلية التي تعتمد على مصادر مائية تتسم بالهشاشة، فإن "الحكومة تسارع الزمن في إطار تشاركي، على إعداد برنامج الإجراءات ذات الأولوية، لضمان التزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي، يضم شطرا استعجاليا يقدم حلولا آنية لمواجهة الخصاص في الماء وتفادي حدوث اضطرابات في التزويد بالماء، حيث شددت على ضرورة تسريع شطر الاستثمارات في قطاع الماء، عبر تقديم حلول مبتكرة وهيكلية، بهدف تعزيز إمدادات مياه الشرب والسقي في أفق 2025 بجميع مناطق المملكة. من جهته، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني كان قد التزم أمام مجلس النواب بجلسته الشهرية في يوليوز2017، بالقضاء على العجز الحاصل قبل صيف 2018، كما التزم بمعالجة استعجالية ل8 مراكز من أصل 37 مركزا بمختلف الأقاليم النائية، تعاني اضطرابات في تزويد السكان بالماء، وذلك قبل نهاية سنة 2017، فيما تهم المرحلة الثالثة، والتي تعهد رئيس الحكومة بإنجازها قبل صيف 2018، ستعرف تدخل الوزارات المعنية بالماء في المراكز ل 16 المتبقية.