عبر عدد من قادة جماعة العدل والإحسان عن استنكارهم لواقعة مداهمة جريدة "أخبار اليوم" وموقع "اليوم 24" مساء أمس الجمعة، واعتقال مدير نشرهما الصحافي توفيق بوعشرين، معلنين تضامنهم. وندد حسن بناجح، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، في تدوينة له على "فيسبوك" بطريقة الإعتقال، معلنا تضامنه "مع الصحافي توفيق بوعشرين والصحافيين العاملين في جريدة "أخبار اليوم" وموقع "اليوم 24"". وتساءل مستنكرا:" هل التحقيق بشأن شكايات، قال بلاغ وكيل الملك إنها قدمت ضد الصحافي توفيق بوعشرين، يقتضي الطريقة الاستعراضية التي تم اعتقاله بها وإغلاق مقر الجريدة بعد إخراج الصحافيين منه، ثم إقامة حفلة استعراض البيان الغامض لوكيل الملك في القنوات العمومية؟". ليؤكد أن "هذا الأسلوب وحده، بغض النظر عن مسلسل المحاكمات والغرامات وحملات التشهير ضد الصحافي بوعشرين، كاف ليدل على قصد إسكات الرأي المخالف. وهذا يأتي ضمن مسلسل متواصل من التصفية المالية والمعنوية لعدد من أصحاب الرأي". وبدوره اعتبر عمر احشران، القيادي بالجماعة أن "توقيت وطريقة اقتحام مقر جريدة "أخبار اليوم"، وعدد القوات المقتحمة، وإيقاف ناشر الجريدة توفيق بوعشرين، وإغلاق مقر الجريدة وترويع العاملين بها، والبيان الغامض لوكيل الملك، والتطبيل للاعتقال في الإعلام الرسمي، كلها وقائع تؤشر على أن هناك خلفيات غير معلنة وراء الاعتقال لا علاقة لها بشكايات مقدمة ضد بوعشرين، وأنها مناسبة فقط لتصفية حسابات مع "صحفي مزعج"". وأوضح أستاذ القانون، في تدوينة له نشرها أيضا اليوم، أنه "كان بالإمكان أن يتم استدعاء الصحفي للمثول بإرادته، أو توجيه الاستدعاء إلى مكان سكنه طالما أن شكايات المتابعة لا علاقة لها بالصحافة كما تروج بعض الجهات الإعلامية للأسف، وكان يمكن تمتيعه بالسراح طالما أنه يتمتع بكل ضمانات ذلك، وخاصة في ظل الحديث عن تفعيل للعقوبات البديلة، و كذا عن مدونة نشر خالية من العقوبات السالبة للحرية، وعن قرب ميلاد المجلس الوطني للصحافة كخطوة متقدمة في اتجاه التنظيم الذاتي والديمقراطي والمستقل للحقل الصحافي". واسترسل عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان قائلا: "يذكرني ما يحدث لأخبار اليوم بما حدث سابقا ل"الصحيفة" و "le journal"و"demain" و"المساء" و"أخبار اليوم" في تسميتها القديمة، و"رسالة الفتوة" و"العدل والإحسان" وغيرها من الصحف والصحافيين". وأكد احرشان على أن "الكرة، مرة أخرى، في مرمى الجسم الصحافي والحقوقي والوطني لتوسيع جبهة التضامن والنضال ضد القوى التي لا هم لها إلا الإجهاز على ما تبقى من مكتسبات"، مشددا على أنه "ليس الوقت الآن للتشفي وتصفية الحسابات وتغليب الحسابات الضيقة".