كشف تحقيق حديث معطيات صادمة عن مخلفات المبيدات الحشرية، في عدد من علامات الشاي التي يستهلكها المغاربة، حيث تتجاوز نسبها أكثر من مائة مرة، ما يسمح به الاتحاد الأوروبي. وأوضح التحقيق الذي أجرته مجلة "Telquel"، ونشر في عدد هذا الأسبوع، أن المغرب يطبق المعايير الصينية في تحديد أعلى نسب مخلفات المبيدات الحشرية، وهي معايير تفتقر للشمولية، وتتجاوز بنسب عالية جدا المعايير التي يضعها الاتحاد الأوروبي. وأخضعت المجلة 11 علامة شاي مغربية، من العلامات التي يقبل المغاربة بشكل كبير على استهلاكها، وأخضعتها للتحليل في مختبرات خاصة، ليتبين من خلال النتائج، أن هذه العينات التي يستهلكها المغاربة، تتضاعف فيها نسب مخلفات المبيدات الحشرية 150 مرة بالمقارنة بما يسمح به الاتحاد الأوروبي، وهو ما يجعل الشاي المغربي، غير قابل للاستهلاك في الرقعة الأوروبية. وتأتي معطيات هذا التحقيق الذي شمل أنواع شاي متداولة في المغرب، بعد الضجة التي أثارتها مجلة "60 مليون مستهلك" الفرنسية، والتي كشفت وجود نسب كبيرة لمبيدات حشرية في أنواع شاي يستوردها المغرب، قبل أن يتدخل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "ONSSA"، ويعلن حظر استيراد أنواع من الشاي الأخضر إلى المملكة، بعد التأكد من احتواء كمية منها على مواد كيميائية تشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطن المغربي، ما دفع السلطات إلى رفض إدخالها إلى البلاد وإعادتها إلى البلد المصدر. كما أكد المكتب الوطني للسلامة الصحية أن السلطات المغربية شددت من إجراءات فحص الشحنات المستوردة من الشاي الأخضر بعد تلك الواقعة، للتأكد من خلوها من المواد الكيميائية الضارة ومراعاتها للحد المسموح به من المواد الكيمائية المصرح بها، إلا أن هذا التحقيق الجديد، يؤكد أن المعايير التي تعتمدها السلطات المغربية في تحديد نسب السموم الممنوعة، بعيد بشكل كبير عن المعايير المعمول بها في دول الجوار الأوروبي. يذكر أن المملكة المغربية تستورد سنويا ما يقارب 60 ألف طن من الشاي الأخضر، تأتي بنسبة 99في المائة من الصين، وتقدر قيمتها ب 1724 مليون درهم .