أصدرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة، تقريرا يرسم صورة قاتمة عن نسب وفيات المواليد الجدد في المغرب، مصنفة إياه كأخطر البؤر على المواليد الجدد في منطقة دول جنوب البحر المتوسط. وسجل تقرير "لكل طفل فرصة للعيش" الذي عممته "اليونيسيف" اليوم الثلاثاء، أن نسبة وفيات المواليد الجدد، تصل في المغرب إلى 17.8 من بين كل ألف ولادة جديدة، حيث يلقى رضيع مغربي حتفه، من بين كل 58 مولودا جديدا، فيما لا تتجاوز هذه النسبة في الجارة الشرقية الجزائر 15.6، وفي مصر 12.8، فيما تنخفض في تونس إلى 8.1، وفي ليلبيا، رغم الحرب وانعدام الأمن إلى 7.1. ويؤكد التقرير الجديد، أن أزيد من 80 في المائة من وفيات المواليد الجدد التي حدثت في عام 2016، نتجت عن أسباب يمكن منعها وعلاجها، مرجحة وفاة الأطفال قبل سن الخامسة في الأسر المعيشية الأشد فقرا، حيث تزيد بحوالي الضعفين، بالمقارنة مع الأسر المعيشية الأكثر ثراء، وهو ما تفسر به المنظمة تمركز أعلى نسب وفيات المواليد الجدد، في الدول النامية، وأساسا في القارة السمراء، ودول أفغانستان والهند وباكستان. وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي تحقق في تقليص المعدلات العالمية لوفيات الأطفال دون سن الخامسة، إلا أن نسبة وفيات المواليد قد انخفضت بوتيرة أبطأ، وتقول "اليونيسيف" إن يوم ولادة الطفل والأيام ال 28 التي تعقبه، هي أخطر فترة في حياة الطفل، حيث مثل المواليد الجدد حوالي نصف الأطفال دون سنة الخامسة الذين توفوا في عام 2016. ويتمثل سبب وفاة أكثر من ثمانين في المائة من وفيات المواليد الجدد واحدا من ثلاث حالات صحية يمكن الوقاية منها ومعالجتها، أولها تعقيدات بسبب الولادة المبكرة أو أثناء الوضع، أوالتهابات من قبيل الإنتان والتهاب السحايا أوالالتهاب الرئوي. وتدعو اليونيسيف في توصيات تقريرها، إلى ضرورة توفير عناية صحية جيدة ومعقولة الكلفة لكل أم وطفل، بدءاً بالأشد ضعفاً منهم، عبر تظافر جهود الحكومات والعاملين في قطاع الصحة، والمجتمعات المحلية والأسر، كما تطالب المنظمة الأممية بضرورة توفير تغطية صحية للأسر المعوزة، لوقف زحف شبح الموت على الرضع.