تفجرت أزمة جديدة بين عمدة فاس، إدريس الأزمي، ووزراء التجمع الوطني للأحرار، بسبب أكبر معمل للنسيج في جهة فاس-مكناس. معمل "كوطيف" للنسيج، الذي أغلق منذ سنوات متسببا في أزمة بطالة كبيرة، كان الأزمي قد بادر، بعد وصوله إلى عمودية فاس في انتخابات 2015، إلى محاولة إعادة تشغيله. الأزمي أوقف عرض الوعاء العقاري للمعمل (حوالي 12 هكتارا) في المزاد العلني، وظل ينسق مع القطاعات الحكومية المعنية لإيجاد صيغة لإعادة تشغيل المعمل. لكن، بعد مرور عام، فوجئ عمدة فاس بخروج مشروع إحياء "كوطيف" من بين يديه، وذلك عقب دخول وزيري الأحرار، محمد بوسعيد، وزير المالية، ومولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، على خط الملف، حيث كشف محمد بوسعيد أخيرا أن وزارته وضعت اللمسات الأخيرة لتفويت عقار "كوطيف" بالحي الصناعي سيدي إبراهيم لفائدة مستثمر أجنبي جلبه زميله مولاي حفيظ العلمي. ووعد الوزيران بإعادة الروح إلى قطاع النسيج، إذ ينتظر أن يشغل أزيد من 7 آلاف عامل بجهة فاس، حسب ما أعلنه حفيظ العلمي خلال حضوره، في ال21 من يناير الماضي، المؤتمر الجهوي لحزبه بفاس. وحول الحزب هذه العملية إلى "انتصار سياسي" في فاس التي لم يجد فيها موطئ قدم حتى الآن، فيما يرى حزب العدالة والتنمية بالجهة أن خطف المشروع مقدمة لعملية انتخابية في فاس. الأزمي اكتفى، في تصريح ل"أخبار اليوم"، بالقول إنه لن يدخل في معركة حول أطلال "كوطيف".