جماهير البيضاء.. بين مطرقة الديربي وسندان التذاكر

قبل 24 ساعة فقط على إجراء مباراة الديربي البيضاوي، بين الغريمين التقليدين الوداد والرجاء الرياضيين، يعيش محيط ملعب محمد محمد الخامس بالعاصمة الاقتصادية أجواء خاصة، بين الباحثين عن "التذكرة النادرة"، وآخرون امتهنوا التجارة الموسمية، وتسلحوا بشعارات وأعلام، قبل الموعد الرياضي الحارق، الذي يمني الجميع النفس بالظفر بنقاطه كاملة، في تكريس للتنافس الرياضي بين الغريمين التقليديين.
ولعل رهان عشاق الفريقين قبل الديربي، الوصول إلى الشباك المخصص لبيع التذاكر، لأن الطوابير امتدت منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الجمعة، وسط تشديدات أمنية كبيرة، تفاديا لمعركة قد تندلع بين الأنصار، بدون إنذار، وهو ما شهدته سابقا مباريات "الأحمر والأبيض" بعصبة الأبطال الإفريقية.
وفي ثان يوم على طرحها، نفذت التذاكر بسرعة البرق كما عاين "اليوم 24″، إذ أن عددا من أنصار الوداد والرجاء فضلوا مغادرة الملعب بعد انتظار دام لساعة تقريباً حسب تعبيرهم، إتجاه نقاط بيع أخرى رسمية، بعد أن خصصت شركة" كازا إيفنت"، 4 عناوين إضافية، لسحب تذاكر الديربي، بعد أن بيع نصفها أمس الخميس، من بينها ملعب تيسيما، والصخور السوداء، ومركب محمد بنجلون.
"السوق السوداء" استعادت نشاطها بعد توقف دام أزيد من شهرين، بسبب نقل مباريات قطبي البيضاء خارج "دونور"، فاستغل الباعة الأزقة المجاورة للمركب الرياضي، لاقتناص ضحاياهم من مشجعين، أرهقهم الانتظار، أو حالت انشغالاتهم المهنية دون الحضور مبكرا.
وبعيداً عن أعين رجال الأمن الذين انتشروا بأبرز بوابات المركب الرياضي، باعة السوق السوداء الذين أصبحوا مألوفين لدى الجماهير، استعانوا بحراس السيارات، وحتى المراهقين المندسين بين طوابير الانتظار بشبابيك "دونور"، للتأشير على خدماتهم، التي تعفي المناصر من انتظار ساعات، بدون ضمانات تؤكد ظفره بتذكرة الديربي.
50 و100 و150 درهما، أثمنة حددها "أشباح" السوق السوداء، لتذاكر لا يتجاوز ثمنها ربع ما يطلبونهم، ولسانهم يردد "راه كلشي طار..والديربي جوج مرات فالعالم، الواحد يصبر وايلا مبغيتيهاش غداً تجيب ليك ربعالاف".
للإشارة، فقد برمجت لجنة البرمجة التابعة لجامعة الكرة، اللقاء الكروي، غداً السبت، انطلاقاً من الساعة الثالثة زوالاً، وهي المباراة التي ستعرف العديد من التغييرات بالترسانة البشرية للغريمين، أبرزها تولي التونسي فوزي البنزرتي زمام قيادة بطل المغرب، لتضعه الصدفة في أول اختبار مع فريقه السابق الرجاء، والذي قاده لوصافة كأس العالم للأندية، في سنة 2013.