مع اقتراب صدور قرار الحكم على ناصر الزفزافي، القائد الميداني لحراك الريف، حيث يُتوقع من التهم الموجهة إليه أن يكون الحكم قاسيا؛ يسارع والده أحمد الزفزافى الخطى في الخارج لحشد الدعم في أوروبا. أحمد الزفزافي حل ضيفا يوم أول أمس الثلاثاء، على برلمان إقليم الأندلس، الذي يسيطر عليه الحزب الاشتراكي، إذ طلب من إسبانيا والاتحاد الأوروبي لعب دور الوساطة في قضية ناصر الزفزافي، الذي يحاكم بتهم لا أساس لها من الصحة على حد قوله. في المقابل، رفض الحديث عن الملكية والقضاء، مبرزا أنه يحترمهما. في هذا الصدد، ناشد والد الزفزافي الإسبان والأوروبيين قائلا: "أحتاج إلى مساعدة وأوروبا لكي لا يحاكم ابني ب30 عاما سجنا نافذا، لا لشيء إلا لأنه يدافع عن حقوق الإنسان"، حسب ما أكده، أيضا، في حوار له مع صحيفة "دياريو" الإسبانية. وأضاف أن الأمر لا يقتصر على ناصر الزفزافي فقط، في هذا قال: "نحتاج إلى الأندلس، نظرا إلى الروابط التاريخية مع الريف، لكي يتدخل لنا لدى إسبانيا والاتحاد الأوروبي، للإفراج عمن اعتقلوا دفاعا عن حقوق الإنسان". وأشار، كذلك، إلى أنه لا يطلب من أوروبا التدخل في القضية سياسيا، بل "أن تتدخل أخلاقيا للدفاع عن حقوق الإنسان، لكي لا يستمر اعتقال، كمجرمين، من نادوا بمطالب اجتماعية". الزفزافي أرجع طلبه هذا إلى كون الحكومة المغربية عجزت عن إيجاد حل لهذه القضية أولا، وثانيا نظرا إلى ما سماه "الإجراءات الملموسة التي ستقرر في هذه القضية مرتبطة بالجهات العليا". في نفس السياق، أشار والد الزفزافي إلى أن شباب الحراك ليس لديهم أي مشكل مع الملكية، مبرزا أن مطالبهم كانت اجتماعية محضة. وأضاف، أيضا، قائلا: "نحن الريفيين لدينا إحساس هوياتي قوي، نظرا إلى التاريخ وماضينا، كما أن هذا الماضي ترك فينا أثرا، مثلا استعمال إسبانيا الأسلحة الكيماوية في المنطقة سنة 1924، حيث تعاني المنطقة من أعلى نسب الإصابة بالسرطان في المغرب". وأوضح أن 16 من أفراد عائلته من بينهم زوجته وأحد أبنائه، يعانون من السرطان، فيما لا تتوفر المنطقة على مستشفى متخصص ولا خبراء. والد الزفزافي رفض المقارنة بين الريف والوضع في الأقاليم الجنوبية للمملكة أو تيندوف، في هذا قال: "هناك فرق كبير بين الريف والصحراء. الأسعار منخفضة في الصحراء ب50 في المائة، كما أن المعتقلين الصحراويين يتمتعون بحرية أكثر من معتقلينا. ليست هناك انتهاكات لحقوق الإنسان في الصحراء، لكن مخيم تيندوف شيء آخر، نعم هناك توجد انتهاكات". أحمد الزفزافي كان يتحرك يوم أول أمس الثلاثاء في الجنوب الإسباني لحشد الدعم، في الوقت الذي كان فيه ناصر الزفزافي ورفاقه في نفس اليوم يحاكمون. وعرفت الجلسة انتفاضة ناصر الزفزافي في وجه القاضي، متهما المحكمة بما سماه التلفيق والفبركة.