أحداث «الخميس الأسود»، التي عاشها الوداد الرياضي لكرة القدم، ما تزال تلقي بظلالها على الفريق، وتجهد الكثير من مناصريه في تفسيرها وتأويلها، وتفتح أمامهم باب النقاش لإلقاء فرضيات وأطروحات عن أسبابها وظروف نزولها في هذه الظرفية بالذات. في الوقت الذي كان عبد الإله أكرم، رئيس الفريق، وفصيل المعارضة، يتبادلان التهم، عن من يقف وراء «إرهاب» اللاعبين، كشف، أخيرا، فصيل محايد، معروف بالتبصر والحكمة في قضايا تشغل الرأي العام، أنه «من غير المستبعد» أن تكون القلعة الحمراء أضحت حلبة صراعات سياسية محضة، تقف وراءها أحزاب محلية تخطط ل «الانقضاض» على النادي، بعد تدميره، في إطار تخطيطها لمرحلة ما بعد أكرم. مصادر مطلعة، في حديث مع « اليوم24»، أكدت أن الانتماءات السياسية في الوداد «ليست وليدة اليوم»، موضحة: «الوداد معروف أنه ضم عبر تاريخه الكثير من زعماء الأحزاب السياسية، ومؤسسه محمد بن جلون، كان منتميا إلى حزب الاستقلال، كذلك الشأن بالنسبة لعبد الرزاق مكوار، (رئيس الفريق في الفترة ما بين 1992 و1993)، الذي تخرج من المعهد العالي للدراسات التجارية بفرنسا، واشتغل مدبرا لشؤون مكتب التسويق والتصدير، ثم سفيرا في هولندا، وكان سفيرا للمغرب في مدينة لاهاي الهولندية، حيث يوجد مقر محكمة العدل الدولية من أجل الدفاع عن ملف الصحراء المغربية»، مضيفة: «المكتب الحالي الذي يرأسه عبد الإله أكرم يضم أعضاء بانتماءات سياسية اختلفوا كثيرا فيما بينهم حول طريقة تدبير النادي، كل يريد شد الحبل لصالحه، وهذا سبب انهيار النادي في السنوات الأخيرة». المصدر ذاته، يضيف متحدثا عن الأحداث الأخيرة: «عدم توصل تحقيقات الأمن إلى المسؤولين الحقيقيين عمن يقف وراء الهجوم الإجرامي يجعل شكوكنا في محلها.. هناك جهات ما، تدرك جيدا اقتراب نهاية أكرم، فتخطط لهدم البيت الودادي وبناء مستقبلها السياسي على أنقاضه»، مبرزا: «لا يجب أن نغفل أن للوداد قاعدة جماهيرية عريضة لا تتوفر عليها كل الأحزاب المغربية... ويجب أن ندرك أن الكرة تستطيع توحيد عشرات الملايين، وهو ما لا تقدر عليه كل الأحزاب الوطنية». وأول أمس (الثلاثاء) زار أربعة نواب برلمانيين عن حزب «العدالة والتنمية»، مركب محمد بن جلون، من أجل دعم الفريق في محنته والتعبير عن دعم الحزب للنادي، والتنديد بالأعمال الإجرامية ضد الكرة الوطنية. وفي موسم 2010/2011، سعى أحد أعضاء مكتب الوداد، ينتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، إلى تقديم وفد من الأقاليم الجنوبية في مباراة ديربي أمام الرجاء الرياضي، غير أن عضوا آخر مستقل حال دون ذلك، ورفض، حسبه، «تمرير رسالات سياسية في مباراة كرة القدم». معروف أن الوداد ارتبط تأسيسه بنضال الحركة الوطنية من أجل الاستقلال، وكان الفريق، طيلة سنوات الثلاثينات والأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، أداة لحشد الجماهير المحلية والدولية ضد المستعمر الفرنسي، فقد كان لاعبوه يحملون معهم منشورات سياسية ضد الاحتلال لتوزيعها في البلدان التي يزورها الفريق قاريا وأوربيا.