في خضم الجدل الدائر في المغرب حول لغات التدريس وهيمنة الفرنسية على المعاملات التجارية والمراسلات الإدارية، تشتكي إسبانيا من تراجع "حصتها" اللغوية في التعليم والحياة العامة والإقتصاد المغربي. صحيفة "إلباييس" الواسعة الإنتشار في الجارة الشمالية، ذكرت في هذا الإطار أن اللغة الإسبانية هزمت أمام الفرنسية والإنجليزية في المغرب، رغم التقدم في التعاون بين إسبانيا والمغرب في ملفات الهجرة غير الشرعية، ومحاربة الإرهاب وكذا المجال الإقتصادي بعد أن أصبحت إسبانيا منذ سنوات الشريك الإقتصادي الأول للمغرب. الصحيفة أكدت أن اللغة الإسبانية وعكس سنوات سابقة، أصبحت يوما بعد يوم غير مطلوبة في البلاد، في مقابل ترسيخ اللغة الفرنسية لمكانتها كلغة للإدارة والإقتصاد، وتنامي دور الإنجليزية في نفس الإطار، مشيرة إلى أن المتكلمين بالإسبانية وحاملي الشهادات الخاصة بها يجدون صعوبة في الحصول على عمل. وسجلت "إلباييس" تراجعا كبيرا في أعداد طلبة اللغة الإسبانية، بالجامعات المغربية خلال العقد الأخير، مشيرة إلى أن الآباء يفضلون تدريس الإنجليزية كلغة أجنبية ثانية لأبنائهم عوض الإسبانية. خافيير كالفان، منسق معاهد سيرفانتيس التابعة للبعثة الإسبانية، والمتواجدة في عدة مدن بينها مراكش والرباط طنجةتطوانفاس، أكد للصحيفة أن أرقام المسجلين بهذه المعاهد في تراجع مستمر، مشيرا إلى أنه بلغ في 2008 13 ألفا، في حين تراجع هذا الرقم إلى 11 ألف فقط سنة 2017، معتبرا في الوقت ذاته أن هذه الأرقام ضعيفة بالمقارنة مع 34 مليون مواطن. ورغم تأكيده على غياب إحصاءات دقيقة عن وضعية الإسبانية في مدارس وجامعات المغرب، وصف كالفان الوضع بالإنتكاسة، مشددا بأن على لغته أن تقبل بتراجعها وأن تواجه وضعها الجديد في المغرب باعتبارها لغة "مكملة" وليست في نزاع مع الفرنسية، معلقا آماله على المستقبل لتنمية حضورها بفعل التاريخ المشترك بين البلدين"، يضيف المتحدث.