رغم الجهود الحثيثة لنشطاء الحراك الاحتجاجي في مدينة جرادة، الذي انطلق منذ يوم الأربعاء الماضي باحتجاجات على غلاء الفواتير، وتأجج بمصرع شابين غرقا في بئر للفحم الحجري، للنأي بحراكهم عن التيارات السياسية، إلا أن أحداث "جرادة" فتحت شهية الأحزاب. عبد النبي بيوي، رئيس جهة الشرق، لم يعرف من قبل بين ساكنة المدينة، إلا أن تفاقم الأوضاع وتزايد الاحتجاجات، أجبره للنزول إلى أرض المعتصم، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، أمام مستودع الأموات الذي كانت ترقد فيه جثث "شهيدي الفحم"، لإقناعهم بفك اعتصامهم والتراجع عن احتجاجاتهم. لم تتوقف جهود القيادي البامي لامتصاص غضب أهالي جرادة عند هذا الحد، بل خاض جهود حثيثة لإقناع عائلات الضحايا بالسماح بدفن رفات أبنائهم، انتهت باتفاق بين الطرفين، يقضي بضمان تعويض مادي لأرامل الضحايا. بعد تدخلات "البام" الميدانية في جرادة، سارع البرلماني عن جرادة باسم حزب الاستقلال، ياسين دغو، لمراسلة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، اليوم الإثنين، طالبا منه تحديد موعد عاجل للقائه لمدراسة الأزمة التي تعيشها المنطقة، كما رفع سؤالا كتابيا لوزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز الرباح، حول استراتيجيات الحكومة لضمان بدائل اقتصادية لأبناء المنطقة. العدالة والتنمية، رغم قيادته للائتلاف الحكومي، لم يخرج عن نسق الأحزاب التي أثار الحراك في جرادة شهيتها للتدخل، فإلى جانب التدخل في جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة في البرلمان بإثارة موضوع معاناة أهالي جرادة، يتجه لدراسة إمكانية نزول عدد من برلمانيي الحزب ميدانيا لجرادة، حسب ما كشف عنه قياديون للاحتجاجات في المدينة، مساء اليوم الإثنين لليوم24.