يبدو أن احتفال المخابرات المغربية والعالمية بعد سقوط التنظيم الإرهابي داعش في العراقوسوريا في الأسابيع الأخيرة، لن يطول كثيرا، إذ سيكون عليها توجيه كل إمكانياتها الاستخباراتية إلى جبهة جديدة بعيدة عن شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والتي تحولت إلى قبلة مفضلة لبعض الجهاديين المغاربة، الذين لازالوا متشبثين بالدفاع عن داعش، ويتعلق الأمر بفرع داعشي في دولة الفلبين أطلق على نفسه اسم "أبو سياف". هذا ما حذرت منه بعض المراكز الدولية المتخصصة في قضايا الإرهاب. آخر هذه التحذيرات جاءت من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، على لسان مديره توماس ساندرسون، الذي كشف أن 80 جهاديا على الأقل من المغرب وروسيا والسعودية واليمن، انضموا منذ شهر ماي الماضي إلى جماعة جهادية متمردة تابعة لداعش في الفلبين تسمى "أبو سياف". وأضاف أن هذه الجماعة الجهادية تركز على محاربة القوات الحكومية الفلبينية. بدوره، أوضح بروس هوفمان، الخبير في قضايا الإرهاب من جامعة جورج تاون الأمريكية، أن آلاف الجهاديين الذي كانوا يقاتلون في مناطق النزاع في العراقوسوريا، هربوا بعد الهزائم المتوالية التي تعرض لها التنظيم، مؤكدا بالقول: "في الوقت الراهن، من المحتمل أن يكون البعض منهم يتواجدون في دول البلقان، ويتحينون فرصة التسلل إلى أوروبا". ومن أجل فهم دوافع توجه بعض الجهاديين المغاربة إلى الفلبين بعد سقوط داعش في سورياوالعراق، يذكر أن التطرف في الفلبين بدأ في سبعينيات القرن الماضي بسبب الصراع بين جبهة تحرير "مورو" الوطنية والحكومة، من أجل الحصول على الحكم الذاتي في منطقة "مانيلا". غير أن انشقاقات في حركة "مورو" أدت إلى بروز "مورو الإسلامية" سنة 1984، قبل أن يظهر في تسعينات القرن الماضي تنظيم متشدد آخر يسمى "أبو سياف"، والذي كانت له روابط بتنظيم القاعدة، قبل أن يبايع التنظيم الإرهابي داعش. من جهته، أوضح الخبير المغربي في قضايا الإرهاب والشؤون الأمنية، مساوي العجلاوي، ل"أخبار اليوم"، أنه بعد سقوط "داعش" في العراقوسوريا، أصبح التحدي الكبير الذي يواجه المخابرات المغربية والعالمية هو آسيا ومنطقة الساحل، مشيرا إلى أن دواعش من بينهم مغاربة، بدؤوا يتوجهون صوب منطقة الساحل وبعض المناطق في آسيا منها الفلبين. وأضاف أن هذا البلد برز مؤخرا ك"أرض الجهاد". وعليه فإن بعض الدواعش المغاربة الذين خرجوا من سوريا قد يكونوا سافروا إليه من أجل ما يسمونه الجهاد. العجلاوي أشار، كذلك، إلى أن الاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون في بعض المناطق في آسيا، وكذلك القرار الأخير لترامب القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قد يستعمل كمبرر من قبل بعض الجهاديين المغاربة للسفر إلى مناطق التوتر، منها الفلبين.