رغم أن سفينة العدالة والتنمية وصلت سالمة إلى بر المؤتمر الثامن، نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن التساؤلات عن مخرجات مؤتمر عادي مر في جو استثنائي لا زالت متواصلة، فبعدما أفز المؤتمر سعد الدين العثماني، أمينا عاما للحزب خلفا لعبد الإله ابن كيران، عاد المؤتمرون للنقاش، حول ما إذا كان ابن كيران قد دعم العثماني عند التداول في المرشحين. عمر المرابط، رئيس لجنة مغاربة العالم في الحزب، قال أن ابن كيران أخبره شخصيا بدعمه للعثماني، وقال المرابط لأعضاء الحزب، أثناء التصويت على الأمين العام الجديد "في الحقيقة الإخوة شخصيا، سي عبد الإله بنفسه هو الذي قال لي أنه لا يرى غير سي العثماني، وعي شهادة لله ولولاه لاخترت الخيار الثالث"، وأضاف المرابط لليوم24، أنه سمع هذا الكلام من ابن كيران أياما قبل المؤتمر، وسط احتدام النقاش على "الولاية الثالثة". نفس الكلام، قاله محمد يتيم، القيادي في الحزب بعد المؤتمر، حيث نقل عن ابن كيران قوله "لو كنت تدخلت في التداول لقلت لكم اختاروا سعد للامانة العامة والازمي للمجلس الوطني". غير أن مقربين من الأمين العام الأسبق، ابن كيران، نقلوا عنه، مباشرة بعد انتهاء أشغال المؤتمر، أنه لم يغضب لصعود العثماني أمينا عاما خلفا له، وإنما غضب، للتشكيلة التي اعتمدها العثماني لتكوين فريقه في الأمانة العامة، حيث عمد إلى إقصاء المخالفين له، ممن ناصروا "الولاية الثالثة" لابن كيران إلى آخر رمق، وأبعدهم عن دائرة القرار في الحزب. ابن كيران، أبدى تخوفه من إقصاء شباب حزبه من القرار منذ بداية المؤتمر، حيث تحدث في كلته الافتتاحية عن تخوفه من فقدان شباب الحزب لحريتهم في التعبير، وعبر صراحة عن رفضه لمادة جديدة في النظام الأساسي للحزب، صوت عليها المؤتمر، تعاقب على "الإساءة لرموز الحزب" بالإحالة على هيئات الحزب الانضباطية.