أسابيع قبل الانتخابات التشريعية التي ستشهدها البلاد مطلع شهر أكتوبر المقبل، نشبت ثورة هادئة داخل الحزب الأول في المشهد السياسي المغربي، كانت في البداية مجرد إشارات عابرة لعوالم التواصل الاجتماعي، تنتقد ما يمكن أن يكون انحرافا لحزب العدالة والتنمية في الانضباط لمبادئه وأهدافه التأسيسية، قبل أن يتحول إلى خط ناظم ضد القيادات الجهوية والوطنية في تدبير ملفات الترشح وتوزيع المسؤوليات. بداية #الخط بدأت حكاية الخط في بيت حزب العدالة والتنمية، منذ حوالي سنة تقريبا، يظهر ويختفي حسب المناسبات، ويشكل النقد الذي يوجهه بعض القياديين المحليين والجهويين وعلى المستوى الوطني زيتا تلهب نار التيار، ليصبح له رواد على المستوى الوطني. يعتبر رشيد بريمة، الذي يفضل هنا أن يقدم بصفته عضوا في حزب العدالة والتنمية، أن الخط هو مبادرة كان في البداية عامة، تدفع في اتجاه التذكير بالقيم المؤسسة للحزب، وهي المصداقية والمعقول وأن لا نعطي المسؤولية لمن طلبها، وإنما لمن يستحقها، وغيرها من القيم التي لطالما كانت بيت القصيد في خطاب المؤسسين أمثال عبد الإله بنكيران، وعبد الله باها رحمه الله. #الخط… والانتخابات تزداد حرارة الخط، حسب رشيد بريمة، مع قرب الانتخابات، لأنها المرحلة التي تعرف فيها بعض من القيم المؤسسة مرحلة اللااستقرار، تحتاج معها إلى التذكير بالأصل والمنطلقات، مضيفا أن إخراج هذا الخط إلى الفضاء الأزرق، يأتي لخلق حالة وعي عامة بالمشروع الذي ليس ملكا لأحد، ولا يمكن أن يحتكره أحد. ويواجه رشيد بريمة، وآخرون يطلقون تدوينات ب"هاشتاج" الخط، توجيهات القياديين وأعضاء من الحزب بتحويل هذا النقاش إلى مؤسسات الحزب، برد مفاده غياب فضاءات لنقاش الشأن السياسي، بعدما تحولت مجموعة من المؤسسات داخل الحزب إلى آليات تقنية. #الخط… والترشح اللامحدود يعود عنوان "شهوة الخلود، والترشح اللامحدود"، إلى مقالة دونها الدكتور احمد الريسوني، دعا فيها إلى إعمال مبدأ تحديد الترشح إلى البرلمان في ولايتين فقط، قبل أن يواجه بانتقادات لاذعة من داخل الفريق النيابي والقيادات الحزبية. استدعى مناضلو الحزب نفس العنوان، وبدأوا تدويره في مواقع التواصل الإجتماعي، تعبيرا عن رفض الترشح اللامحدود للبرلمان، وفسح المجال لكفاءات أخرى يمكن أن تؤدي الأدوار النيابية بمنطق مختلف أو بالأحرى أن تضخ دماء جديدة في العمل النيابي الذي يميز الفريق النيابي للحزب. #الخط… داخل الحزب يرفض النشطاء في حزب العدالة والتنمية الذين أطلقوا "هاشتاج" الخط، أن يطلق عليهم بتيار، يعتبرون أنفسهم، حسب التدوينات، نفسا ووعيا داخليان يروم النقد الذاتي، قبل تفشي الأمراض التي تصيب التنظيمات الحزبية، في مثل عمر حزب بنكيران. وفي المقابل يعتبر مجموعة من القياديين الأمر عاديا، وقد جرت به العادة كلما اقتربت الانتخابات التشريعية، ولا يعدو أن يكون نقاشا مفتوحا، وجب نقله إلى المؤسسات، عوض فضاءات التواصل الإجتماعي.