عندما طُلب من القضاء المصري أن يُعلن جماعة الإخوان المسلمين «منظمة إرهابية» وأن يحظر أنشطة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» لبى النداء على الفور، وأعلن الجماعة كذلك في 25 من شهر دجنبر من سنة 2013، بعدما «أُلصقت» بأعضائها الكثير من التهم ضمنها «تنفيذ هجوم انتحاري أدى لسقوط 16 قتيلا ونحو 140 مصابا على مديرية أمن الدقهلية شمالي القاهرة» في السنة ذاتها، رغم أن الجماعة تبرأت من الحادث وأدانته، بل وتدين جميع أعمال العنف والقتل، وتؤكد على سلمية احتجاجاتها في مواجهة سلطات الانقلاب، والمطالبة بعودة الشرعية. كما أعلن القضاء المصري حظر أنشطة «حماس»، رغم أنها أكدت أن لا أنشطة لها أصلا بمصر، وأن عملها يقتصر على مقاومة العدو الصهيوني. وبدأت الشرطة المصرية، مباشرة بعد القرار القضائي، القاضي بإعلان جماعة المرشد محمد بديع "جماعة إرهابية"، حملة كبيرة أدت إلى سجن آلاف من أنصار الإخوان بينهم معظم قيادات الجماعة، كما بدأت تُضيق الخناق على حركة (حماس)، ولا تفتح معبر رفح إلا ناذرا. لكن، في المقابل عندما وُضعت دعوى قضائية لدى محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بمصر، قبل أيام من الآن، لحظر أنشطة "إسرائيل" بمصر وإدراجها ضمن "المنظمات الإرهابية"، جاءت المحكمة ذاتها، لتقرر اليوم الأربعاء، ب"عدم الاختصاص" في النظر في الدعوى القضائية. وقالت مصادر قضائية، وفق ما أوردته وكالة الأناضول، إن "محكمة القاهرة الأمور المستعجلة، أمرت بعدم الاختصاص الولائي في نظر القضية"، أي أنه ليس من حق المحكمة تناول موضوع القضية. وكان الباحث القانوني حامد صديق، أقام دعوي قضائية أمام المحكمة المصرية ذاتها التي حظرت أنشطة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في وقت سابق، وذلك للمطالبة بوقف نشاط "إسرائيل" داخل الأراضي المصرية وغلق سفارتها. صديق برر دعواه، بأن "الكيان الصهيوني كان سببا مباشرا في وضع مصر الراهن سواء ما يحدث في سد النهضة الأثيوبي، أو ما يحدث على أرض سيناء من إرهاب وقتل بما يهدد صناعة السياحة". وأشار صديق إلى أن "قضايا التخابر المتهم فيها عناصر إسرائيلية لا تخفي على أحد، وتهدد مصر أرضا وشعبا". هكذا إذن ظهر أن القضاء المصري، الذي يهاجم بقوة كل من يشكك في "نزاهته وشفافيته"، أنه يكيل بمكيالين، ويترجم قول الشاعر "أسد علي وفي الحرب نعامة"، فيعلن ما شاء من المنظمات العربية والإسلامية "إرهابية"، ويعجز عن فعل ذلك عندما يتعلق الأمر بالكيان المحتل للأراضي الفلسطينية ومرتكب عدد يصعب إحصاؤه من المذابح.