يبدو أن جماعة الخدمة التي يتزعمها الداعية التركي فتح الله كولن، لم تعد تثير الجدل في تركيا لوحدها فحسب، بل تجاوزه إلى أقطار خارجية بعيدة عن بلاد الأنضول، بعد تفجر الصراع بين الجماعة الدينية وحكومة حزب العدالة والتنمية التي يقودها رجب طيب أردوغان، بعدما وقف هذا الأخير أمام زحفها للسيطرة على تسيير القطاعات الحيوية بالبلاد لخدمة أجندتها السرية. ومن بين الأقطار التي نقلت لها جماعة فتح الله كولن معركتها ضد أردوغان وحكومته المغرب، حيث تعمل المراكز الثقافية والمؤسسات التعليمية التابعة للجماعة والتي تنشط بكل من الرباط والدار البيضاء وعدد من المدن الأخرى، على عقد لقاءات تواصلية مع عدد من الصحافيين من أجل تقديم وجهة نظر الجماعة للرأي العام المغربي. وعلمت الرأي، أن أتباع فتح الله كولن، وجهوا الدعوة لعدد من الصحافيين اليوم السبت، من أجل عقد لقاء تواصلي استدعي له مجموعة من الصحفيين بالرباط، يرجح أن يتطرق للمشهد التركي بعد تفجر الخلاف بين جماعة الخدمة وحكومة العدالة والتنمية، التي سرب أتباع الجماعة تسجيلات صوتية منسوبة لرئيسها أردوغان ونجله تتهمه بالتورط في قضايا الفساد. ويأتي هذا اللقاء التعبوي من أجل إقناع الصحافيين بوجهة نظر الجماعة، التي يعيش زعيمها الروحي فتح الله كولن، بالولايات المتحدةالأمريكية منذ 20 سنة، بعد الزيارة التي قام بها وفد رفيع من الصحافيين المغاربة لتركيا، بدعوة من رئاسة الحكومة التركية سهرت على تنفيذها وكالة الأناضول الرسمية، نقلوا فيها المشهد التركي للرأي العام المغربي حيث بدت فيه الجماعة في موقف ضعف وأنها تسعى لإحكام قبضتها على تركيا وإدارتها من خلف الستار. أتباع الجماعة بدورهم نظموا رحلة لعدد من الصحافيين المغاربة أيضا لتركيا، تحت إشراف مدير المركز الثقافي التركي بالرباط، والتي سبقت دعوة حكومة أردوغان، غير أنها لم تأت بشيء، الأمر الذي دفع المركز الثقافي التركي التابع لجماعة كولن، لاستدعاء هؤلاء الصحافيين من أجل التدارك ونقض ما نشرته الصحف الوطنية حول الجماعة والأدوار المشبوهة التي تلعبها في تركيا.