الرأي هاجمت جريدة "التجديد"، عبر افتتاحيتها اليوم الأربعاء، ما أسمته إقحام النقابة الوطنية للصحافة المغربية، التي يرأسها يونس مجاهد عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، في اصطفافات سياسية تخرج بالنقابة عن الاستقلالية والحياد. وشبهت افتتاحية الجريدة بلاغ النقابة، الذي يحمل مضمونا سياسيا، بالبلاغ الأخير للمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، حينما انخرطت في الهجوم على الحكومة واتهام وزارة الاتصال من غير أي دليل بالمعاقبة المالية الانتقامية للقناة الثانية، بل جعلت من نفسها ناطقا رسميا باسم القناة تدافع عن سياستها التحريرية للقناة وتبرر رداءة المنتوج، وتنخرط في لعبة التضليل عند الحديث عن استقلاليتها، وفق ما جاء في الافتتاحية. واتهمت الافتتاحية التي وقعها بلال التليدي، بلاغ نقابة مجاهد، ب"التواطؤ مع دوزيم فيما أسماها "الجرائم المهنية التي ترتكبها القناة ضد التعددية بكل مستوياتها، ولم تحرك الذاكرة التاريخية وتستدع صفحات المناورات السياسية التي قامت بها هذه القناة ضد القوى الديمقراطية التي كان السيد يونس مجاهد آنذاك ينتسب إليها". وفضلت النقابة حسب التليدي، "أن تُقدم مرافعة تنقل بالحرف مضمون البلاغ الذي أصدرته القناة الثانية" على خلفية حدث البرلماني عبد الصمد حيكر، منددا ب"مصادرة حق العمل البرلماني في المساءلة والرقابة على أداء المؤسسات". وتساءل التليدي "هل كان ضروريا أن تصدر النقابة الوطنية للصحافة المغربية بلاغا ضد نائب برلماني وجه سؤالا شفويا في إطار مهمته الرقابية يسائل فيه السياسة التحريرية للقناة الثانية؟". ومضى التليدي قائلا "إن الربورطاج الذي بثته القناة حول موقف المستثمرين من تدبير الحكومة للأزمة الاقتصادية يعرف المبتدئون في الصحافة، فضلا عن الذين يرأسون بعض هياكلها النقابية، أنها لا تندرج مطلقا ضمن أي صنف من أصناف الخدمة العمومية، ولا تحترم أي معيار من معايير التعددية". وخلص التليدي قائلا "إنها خدمة واضحة لأجندة سياسية يكشفها سياق الجدل السياسي بين الحكومة والأغلبية، هذا إن لطفنا العبارة ولم نتحدث عن إرادات تعاكس الإصلاح يتم توظيفها من أجل فرملة الإصلاح." وختمت افتتاحية التجديد هجومها على 'SNPM' بالقول "إنها أدركت في بلاغها، إقحام نفسها في اصطفافات سياسية كانت استقلاليتها تفرض عليها أن تبقى في الحياد، أو على الأقل تفرض أن يكون موقفها مرتبطا بالدفاع عن الصحفيين أو تقويم الممارسة المهنية بناء على قواعد الخدمة العمومية وأخلاقيات المهنة ومعايير ضمان تعددية الرأي." ووجه التليدي كلامه في آخر الافتاحية للنقابة قائلا إن عليها "أن تتذكر أن هناك أشياء أساسية تحكم الممارسة المهنية وأنه لا بد من احترامها، حتى تظهر بمظهر المحايد الذي يأخذ العصا من الوسط، لكن قبل فوات الأوان، بعد أن أهرقت ماء استقلاليتها، وانضمت إلى جوقة المعاكسين لإرادة الإصلاح، وأصبحت ملحقة وظيفية للقيادة الجديدة للاتحاد الاشتراكي، تترجم ، بلغة إعلامية وبمضمون سياسي واضح، بالحرف مضمون البلاغ الأخير لحزب الاتحاد الاشتراكي في ظل قيادته "البامية".