أكدت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، أمس الأربعاء بمقر الأممالمتحدة بنيويورك، أن برامج التنمية المستدامة لن تعطي ثمارها في غياب إرادة سياسية قوية واستراتيجيات وطنية تأخذ بالاعتبار حاجيات الساكنة المحلية. وشددت بوعيدة، خلال اجتماع وزاري رفيع المستوى بمناسبة الذكرى الخمسين لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، أن "هناك شروطا تفرض نفسها لإنجاح برامج التنمية المستدامة، تتمثل أولا في الإرادة والالتزام السياسيين، وإعداد استراتيجيات وطنية على المدى البعيد تأخذ بعين الاعتبار حاجيات الساكنة المحلية". وفي هذا الصدد، ذكرت الوزيرة بإطلاق المغرب، منذ سنة 2005، للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا لعدد من المشاريع الهامة، لاسيما تلك التي تسعى، بحلول 2030، إلى الاعتماد على الطاقات المتجددة بنسبة 52 في المئة، لاسيما الطاقات الشمسية والريحية والمائية. وأوضحت في هذا السياق أن احتضان المغرب ل(كوب 22)، خلال نونبر المقبل، سيمكن من ترجمة الأفعال إلى التزامات بمقتضى الاتفاق التاريخي المبرم خلال (كوب 21) بباريس. وأشارت إلى أن النقطة الثانية الهامة لنجاح التنمية تشمل وسائل ومناهج تفعيل الاستراتيجيات الوطنية، مضيفة أن برنامج الأممالمتحدة للتنمية يمكن أن يقدم في هذا الاتجاه قيمة مضافة هامة، خصوصا في ما يتعلق بإشراك النساء والشباب والمجتمع المدني. وسلطت الضوء على أهمية اللامركزية التي ستمكن من تكفل جيد بالمشاريع. من جانب آخر، شددت بوعيدة على أن الحكومة المغربية منخرطة بقوة في تمويل البرامج التي ينفذها برنامج الأممالمتحدة للتنمية بالمملكة، بحصة هامة تصل إلى 67 في المئة من التمويلات، وهو ما يمثل "إشارة قوية" على ثقة المغرب في البرنامج الأممي والعكس صحيح. على الصعيد القاري، أكدت المسؤولة المغربية على ضرورة تعزيز التعاون جنوب – جنوب في إطار مقاربة ثلاثية الأطراف، مشيرة في هذا الإطار إلى التعاون المثمر بين المملكة والعديد من البلدان الإفريقية عبر استراتيجيات ناجحة، كالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ويشارك نحو 80 وزيرا في هذا الاجتماع، الذي يشكل مناسبة للدول الأعضاء لتخليد إنجازات برنامج الأممالمتحدة للتنمية خلال العقود الخمسة الأخيرة، ورسم الطريق نحو مستقبل التنمية العالمية. المغرب يوجد، بفضل تجربته الغنية، في وضع جيد لإنجاح مؤتمر المناخ (كوب 22) أكدت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، يوم الأربعاء بنيويورك، أن المملكة توجد في وضع جيد لإنجاح الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22)، المقرر عقدها بمراكش في نونبر المقبل، وذلك بفضل التجربة الغنية التي راكمتها في مجال المناخ. وقالت السيدة بوعيدة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الاحتفال بمقر الأممالمتحدة بالذكرى الخمسين لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، إنه "انطلاقا من التجربة التي راكمناها منذ سنوات عديدة، فنحن قادرون ليس فقط على احترام أهداف التنمية المستدامة، ولكن أيضا إنجاح مؤتمر المناخ كوب 22″ . وأبرزت الوزيرة، في هذا السياق، أن المملكة منخرطة بحزم من أجل تحقيق الاستقلالية الطاقية وتطوير الطاقات المتجددة، مذكرة بالإعلان "التاريخي" لصاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال مؤتمر (كوب 21) بباريس بأن هدف المملكة يتمثل في الرفع من حصة الطاقات المتجددة إلى 52 بالمئة بحلول سنة 2030. وفي إطار هذا الهدف الطموح، دشن المغرب مؤخرا المشروع العملاق للطاقة الشمسية "نور 1″، المحطة الأولى من ثلاث مراحل لمجمع الطاقة الشمسية "نور ورزازات"، الذي يسعى إلى خلق قدرة إنتاجية للطاقة الشمسية تقدر بÜ580 ميغاوات بهدف الحصول على 42 بالمئة من الكهرباء من مصادر الطاقات المتجددة بحلول عام 2020. وستجعل هذه القدرة من المجمع الأكبر من نوعه على الصعيد العالمي، مما سيعزز الموقع الريادي للمملكة في هذا المجال. واعتبرت بوعيدة أن "الشراكة بين المغرب وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية غنية جدا ومهمة جدا، من شأنها أن تساهم في تحقيق عدد من الأهداف المرتبطة بمؤتمر (كوب 22) والمشاريع المتعلقة بطرق تمويل وتوليد الطاقات المتجددة". وتتمحور البرامج التنموية للمنظمة الأممية في المغرب حول ثلاثة مواضيع ذات أولوية تتعلق بأنماط التنمية المستدامة، والحكامة الشاملة والفعالة، وتعزيز القدرة على التكيف. وخلصت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون إلى أن أحد الأهداف الرئيسية لمؤتمر المناخ (كوب 22) يتمثل في نقل الخبرات والتكنولوجيات من الشمال إلى الجنوب، والتي يستفيد منها المغرب أصلا، وستستفيد منها أيضا البلدان الإفريقية.